قال ابن الأثير في كتابه أسد الغابة في معرفة الصحابة : قال الزبير: قد بايَعَت النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة، قالت: لما أسلم أبو بكر قام خطيبا، فكان أول خطبته دعا إلى الله ورسوله، فثار المشركون على أبي بكر، فضربوه ضربا شديدا، ودنا منه عتبة بن ربيعة وجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما بوجهه، ونزا على بطن أبي بكر حتى ما يعرف أنفه من وجهه.
فجاءت بنو تيم فحملت أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، لا يشكون في موته، وجعل أبوه وبنو تيم يكلمونه، فأجابهم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنالوا منه بألسنتهم وعذلوه وفارقوه، فلم يزل يسأل عن رسول اللهﷺ حتى حمل إليه فأكب عليه رسول الله ﷺ يقبله، ورق عليه رسول الله ﷺ رقة شديدة، فقال أبو بكر: يا رسول الله هذه أمي، وأنت مبارك، فادع لها، وادعها إلى الإسلام، لعل الله أن يستنقذها بك من النار،
فدعا لها رسول الله ﷺ ودعاها إلى الله تعالى فأسلمت،
قال أبو نعيم: لما توفي أبو بكر ورثه أبواه جميعا، أبو قحافة وأم الخير،