يرفض البعض اللفظ كلقب لملوك مصر القديمة لاعتبارات قومية ودينية بالنظر إلى قصة فرعون الخروج في التوراة وفرعون موسى في القرآن،[6] معتقدين أن فرعون هو اسم لحاكم من حكام الهكسوس وليس لقب.[7] رغم وجود الدلائل والشواهد الأثرية التي تثبت استخدام اللفظ كلقب، كما لم يحمل أي حاكم من حكام الهكسوس المعروفين اسم فرعون.[8]
كان الدين عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية في المجتمع المصري القديم، كان الفرعون بمنزلة الوسيط بين الآلهة والشعب. وهكذا أصبح الفرعون المسؤول المدني والديني. كان الفرعون يمتلك كل الأراضي في مصر، ويسن القوانين، ويجمع الضرائب، ويشغل منصب القائد الأعلى للجيش.[9] ومن الناحية الدينية، كان يتولى إدارة الاحتفالات الدينية ويختار مواقع المعابد الجديدة. كما كان مسؤولاً عن الحفاظ على ماعت والعدالة.[10]
خلال الأيام الأولى التي سبقت توحيد مصر العلياوالسفلى، كان «الدشريت» أو التاج الأحمر يمثل مملكة مصر السفلى، بينما كان يرتدي «الهديجيت» التاج الأبيض ملوك صعيد مصر. بعد توحيد المملكتين، أصبح «بشت» الذي يعرف أيضًا بالتاج المزدوج وجمع بين التاجين الأحمر والأبيض هو التاج الرسمي للفرعون.[11] مع مرور الوقت، دخلت أغطية رأس جديدة خلال سلالات مختلفة مثل النمسوالخبرش في بعض الأحيان، وصُورت مجموعة من أغطية الرأس أو التاجين التي يتم ارتداؤها معًا.[12]
أصل اللفظ
اُشتق لقب فرعون من بر-عو أو بر-عا (تأخذ «بر» رمز بيت و«عا» رمز عمود) أي المنزل الكبير أو البيت العالي في إشارة إلى قصر الحاكم وتحول مع مرور الوقت إلى لقب تفخيم يُعادل صاحب السمو أو صاحب الجلالة، وابتداء من منتصف الأسرة الثامنة عشر أصبح لقباً لاسم الملك.[13]
في وقت ما خلال عصر الدولة الحديثة، أصبحت كلمة فرعون هي شكل مخاطبة الشخص الذي كان ملكًا على مصر القديمة. أقرب مثال مؤكد حيث يتم استخدام بر عا (أي فرعون) على وجه التحديد كانت لمخاطبة أخناتون (حوالي 1353–1336 قبل الميلاد)[14]
تُعطي معاجم وقواميس اللغة العربية تعريفاً محدداً للفظ فرعون كونه لقب لملوك مصر القديمة مع تأكيد أن أصل اللفظ ليس عربياً.[15] يُثبت ذلك أنه من بين الكلمات الأعجمية المذكورة في القرآن الكريم.[16]
كانت الصولجانات أو العُصي رمزًا عامًا للسلطة في مصر القديمة. تم اكتشاف أحد أقدم الصولجانات الملكية في مقبرة خع سخموي في أبيدوس. ويوجد عدة صور من عهد الأسرات المبكر (3100 - 2780 ق.م) يحملون عصا، ويظهر عج إب من الأسرة الأولى وهو يحمل عصا في لوحة حجرية التي تعود الى (حوالي. 2930 ق.م) من أقدم الأمثلة على هذه الصولجانات من في مصر هي من عهد ما قبل الأسرات.[معلومة 2] عُثِر على صولجان في مقبرة في أبيدوس يعود تاريخها إلى نقادة الثالثة.[18]
اللحية
كان وجه الفرعون يظهر عادةً خاليًا من الشعر وحليقًا. ومع ذلك، كانت اللحية المزيفة شارة ملكية تعود إلى فترة ما قبل الأسرات. وقد تقاسم الفراعنة هذه الصفة مع الآلهة الذكور، وساعدت في تمييزهم عن البشر العاديين. وكانت اللحية تأخذ شكل لحية صناعية طويلة مضفرة، مستقيمة أو منحنية عند طرفها، تلبس على الذقن وتثبت على الأذنين بخيط ذهبي طويل. ولم تتردد حتشبسوت، بصفتها فرعون، في ارتداء اللحية المزيفة.[19]
الصل الفرعوني
كان الصل الفرعوني عادةً يلبس فوق تيجان وأغطية رأس الفراعنة. أقدم دليل معروف على الصل يعود إلى عهد دن من الأسرة الأولى. من المفترض أن الكوبرا أو الصل يقوم بحماية الملك من خلال إطلاق النار على أعدائه.[20]
يعود تاريخ التاج الأحمر الذي يعرف ايضًا بتاج الدشريت، إلى عصور ما قبل الأسرات ويرمز إلى الحاكم الرئيسي.[21] عُثِر على تاج أحمر على كسرة فخارية من نقادة، وفي وقت لاحق، يظهر نعرمر مرتديًا لتاج الأحمر في لوحته.
التاج المزدوج هو مزيج من تيجان الأبيض والأحمر في تاج مزدوج يسمى تاج بشنت وهو يرمز لسيطرة الفرعون على مصر العلياومصر السفلى[23] تم توثيقه لأول مرة في منتصف الأسرة الأولى في مصر. قد يعود تاريخ أقدم تصوير له لعهد دن.
^من المحتمل نطقها بار وار في عصر الدولة القديمة (حوالي 2500 قبل الميلاد) والدولة الوسطى (حوالي 1700 قبل الميلاد)، وبر عا أو بر عو في عصر الدولة المتأخرة (حوالي 800 قبل الميلاد)
^عهد ما قبل الأسرات:هو الأسم الذي يطلق على الفترة (3500-3100 ق.م) قبل أن يوحد نعرمر شمال مصر وجنوب مصر
^Elise Jenny Baumgärtel, Ludwig David Morenz: "Scorpion and Rosette and the Fragment of the Large Hierakonpolis Macehead". In: Zeitschrift für Ägyptische Sprache und Altertumskunde (ZÄS), Vol. 93. Akademie-Verlag Berlin 1998, ص 9–11.