أن اسمه كنيته: وممن ذكر ذلك الحاكم النيسابوري في «المستدرك على الصحيحين»، حيث أفاد أنه قد تواترت الأخبار بأنَّ أبا طالب كنيته اسمه والله أعلم،[18] ورُوي أنه جاء في بعض الرسائل: «وكتب علي بن أبو طالب»، وقيل: إنه كان علي بن أبي طالب، ولكن الياء مشبهة بالواو في الخط الكوفي.[16]
تزوج أبو طالب من ابنة عمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، فذهب لخطبتها من أبيها أسد، ورُوي أن أبا طالب خطب، وقال: «الحمد لله ربّ البيت العظيم، والمقام الكريم، والمشعر والحطيم، الذي اصطفانا أعلامًا، وسدنة، وعربًا خلّصًا، وحجبة، وبهاليل أطهارًا من الخناء والريب، والأذى والعيب، وأقام لنا المشاعر، وفضّلنا على العشائر، نجيّة آل إبراهيم، وصفوة زرع إسماعيل»، ثمّ قال: «معاشر قريش إنّني ممّن طاب محتده، وطهر مقعده، وعرف مولده، وعزّت جرثومته، وطابت أرومته، ذؤابة الذوائب، وسيّد الأعارب، وقد تزوّجت فاطمة بنت أسد، وسقت إليها المهر، وثبت الأمر، فيلوه واشهدوا». فقال أسد: «أنت أبا طالب بحيث المنصب الذي ذكرت، والفضل الذي وصفت، وقد زوّجناك ورضيناك»، ثمّ زفّت إليه.[24]
لما بلغ النبي ثمان سنوات، تُوفي جدّهُ عبد المطلب، فكفله عمه أبي طالب وأحسن تربيته،[22] ورُوي أن عبد المطلب لمَّا حَضَرته الوفاةُ أوصى ابنَه أبا طالبٍ بالنبي لأنَّ عبدَ الله -والِدَ النبيِّ - وأبا طالبٍ كانا لأُمٍّ واحدةٍ،[27][28] وفي قول آخر أن النبي هو الذي اختار عمه أبو طالب، لكثرة مؤانسته وشفقته،[29] وقيل اقترع أبو طالب وشقيقه الزبير فخرجت القرعة لأبي طالب، وقيل بل كفله الزبير حتى مات ثم كفله أبو طالب.[30][31]
كان أبا طالب يحب النبي حبًا شديدًا لا يحبه لأحد من ولده، فكان لا ينام إلا إلى جنبه، وكان يخصه بأحسن الطعام،[30] وروى ابن عساكروابن سعد عن ابن عباس أنه قال: «لمَّا توُفِّيَ عبدُ المطلب قَبَضَ أبو طالبٍ رسولَ اللَّه ﷺ فكان يكونُ معه، وكان يُحِبُّه حبًّا شديدًا لا يُحِبُّ وَلَدَه مِثله، وكان لا يَنامُ إلَّا إلى جَنبِه، وكان يَخُصُّه بالطَّعامِ، وكان عيالُ أبي طالِبٍ إذا أكلوا جميعًا أو فُرادَى لم يَشبَعوا، وإذا أكَل معهم رسولُ اللَّه ﷺ شَبِعوا. وكان أبو طالِبٍ إذا أراد أن يُغدِّيَهم أو يُعشِّيَهم يقول: كما أنتُم حتى يَحضُرَ ابني. فيَأتي رسولُ اللَّه ﷺ فيأكُلُ معهم فيُفضِلون من طَعامِهم، وإن لم يَكُن معهم لم يُشبِعْهم، وإن كان لَبنًا شَرِبَ هو أوَّلَهم ثم يتناوَلُ العيالُ القَعْبَ -إناءٌ ضخمٌ كالقَصْعةِ- فيَشرَبون منه فيُروَون عن آخِرِهم من القَعبِ الواحِدِ، وإن كان أحدُهم لَيَشرَبُ قَعبًا وَحدَه، فيقول أبو طالبٍ: "إنَّكَ لَمُبارَكٌ!"».[27]
وذكر ابن إسحاق أن من شعر عبد المطلب فيما يوصي به:[32]
سفره إلى الشَّامِ مع النبيِّ مُحمد ولقاء بَحيرَا الراهب
يُروى أن أبا طالب سافر في رَكبٍ للتِّجارةِ إلى الشَّامِ، فأخَذ النبيِّ مُحمد معه، وكان النبي في التاسعة أو العاشرة أو الثانية عشرة من عمره، وحين نزل الركب في بصرى، وكان بها راهب يُقال لهُ «بحيرا»، وكان خبيرًا وعالمًا بالإنجيل وبشؤون النصرانية، وأبصر بحيرا النبي مُحمد، فجعل الراهب يتأمله ويكلمه، ومن ثم التفت إلى أبي طالب فقال له: «ما هذا الغلام منك؟»، فقال: «ابني - وكان أبو طالب يدعوه بابنه لشدة محبته له وشفقته عليه -»، فقال له بحيرا: «ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام حيًا»، فقال: «هو ابن أخي»، قال: «فما فعل أبوه؟»، قال: «مات وأمه حبلى به»، قال بحيرا: «صدقت فارجع به إلى بلده واحذر عليه يهود فو الله لئن رأوه هنا ليبلغنّه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم»، فأسرع به أبو طالب عائدًا إلى مكة.[33][34][35]
خرجَ أَبُو طالبٍ إِلى الشَّامِ وخرجَ معهُ النَّبيُّ ﷺ في أشياخٍ من قُريشٍ، فَلمَّا أشرفُوا على الرَّاهِبِ هَبَطَ فحلُّوا رِحَالَهُمْ فَخرجَ إليهم الرَّاهبُ وكانوا قبل ذلكَ يمرُّون بهِ فلا يخرجُ إليهمْ ولا يَلتفِتْ، قَالَ: فَهُمْ يَحُلّونَ رحالَهُم فَجَعَلَ يتخلَّلهُمُ الرَّاهبُ حتَّى جاءَ فأخذَ بيدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فقَالَ: هَذَا سيِّدُ العالمينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ العالمينَ. يبعثُهُ اللَّهُ رحمةً للعالمينَ. فقَالَ لهُ أشياخٌ مِنْ قُريشٍ: ما عِلمُكَ؟ فقَالَ: إنَّكُمْ حينَ أشرفتُمْ من العقَبَةِ لم يبقْ حجرٌ ولا شَجرٌ إلاّ خرَّ ساجدًا. ولا يَسجُدانِ إلاّ لنبيٍّ، وإنِّي أعرفُهُ بخاتَمِ النُّبوَّةِ أسفَلَ من غُضروفِ كَتِفِهِ مثلَ التُّفاحَةِ، ثُمَّ رجَعَ فصنَعَ لهمْ طعامًا فَلمَّا أتاهمْ بِهِ فكَانَ هو في رِعْيَةِ الإبلِ فقَالَ: أرسلوا إليهِ فأقْبَلَ وعليهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلمَّا دنا من القومِ وجَدَهمْ قدْ سبقوهُ إِلى فيءِ الشَّجرةِ فَلمَّا جلسَ مالَ فَيءُ الشَّجرةِ عليهِ فقَالَ: انظروا إِلى فيءِ الشَّجرةِ مالَ عليهِ. قَالَ: فبينما هو قائمٌ عليها وهو يُنَاشِدُهُمْ أنْ لا يذهَبُوا بهِ إِلى الرُّومِ فإنَّ الرُّومَ إِنْ رأوهُ عرفوهُ بالصِّفةِ فيقتُلونَهُ، فالتَفَتَ فإذا بسبعةٍ قدْ أقبلوا منَ الرُّومِ فاستقبَلَهُمْ فقَالَ: ما جَاءَ بكم؟ قَالُوا: جِئنَا إِلى هَذَا النَّبيَّ خارجٌ في هَذَا الشَهْرِ، فلمْ يبقَ طريقٌ إلا بُعثَ إليهِ بأُناسٍ، وإنَّا قدْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بعثنا إِلى طَرِيقِكَ هَذَا، فقَالَ: هلْ خلفكُمْ أحدٌ هو خيرٌ منكُمْ؟ قَالُوا: إنَّما أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بطريقكَ هَذَا. قَالَ: أفرأيتمْ أمرًا أرادَ اللَّهُ أنْ يَقْضِيَهُ هل يستطيعُ أحدٌ من النَّاسِ ردَّهُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فبايَعُوهُ وأقاموا معَهُ، قَالَ: أنشدكمْ باللَّهِ أَيُّكمْ وَلِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طالبٍ، فلم يزلْ يُناشِدُهُ حتَّى ردَّهُ أَبُو طالبٍ وبعثَ معهُ أَبُو بكرٍ بلالًا وزوَّدهُ الرَّاهبُ من الكعكِ والزَّيتِ
قال الترمذي: «حسن غريب»، وقال الألباني: «صحيح لكن ذكر بلال فيه منكر»،[36][38] كما رواها ابن أبي شيبة في «مصنفه»، والحاكم في «المستدرك» وغيرهما.[36] وفي المقابل، هُناك من يُشكك ويُنكر هذه القصة، فيقول الذهبي في التلخيص: «قال -أي الحاكم-: على شرط البخاري ومسلم. قلت -أي الذهبي-: أظنه موضوعًا وبعضه باطل».[35][39][40]
قيل أن أبي طالب والنبي محمد شاركا في حرب الفجار، فقد رُوي عن النبي أنّه قال: «شهدت الفجار مع عمي أبي طالب وأنا غلام»،[41] وقد رُوي عن النبي أنه قال أيضًا: «كُنْتُ أَنْبُلُ عَلَى أَعْمَامِي»،[42] كما ذكر الواقدي أن أبا طالب أصاب يوم الفِجار سهم في قدمه، فكان يَخْمَعُ منه.[43]
بينما أنكر البعض أن يكون النبي قد اشترك فيها، فقد قال أكرم العمري أنه لم يثبت أن النبي شهدها،[44][45] وقيل أن أبي طالب لم يشارك فيها أيضًا، حيث رُوي أن أبا طالب منع أن يكون فيها أحد من بني هاشم وقال: «هذا ظلم وعدوان وقطيعة واستحلال للشهر الحرام، ولا أحضره ولا أحد من أهلي»، فأخرج الزبير بن عبد المطلب مستكرها، وقال عبد الله بن جدعان التيميوحرب ابن أمية: «لا نحضر أمرا تغيب عنه بنو هاشم»، فخرج الزبير.[41]
كان لأبي طالب دور بازر في زوج النبي مُحمد من خديجة بنت خويلد، حيث يُذكر أن أبا طالب خرج مع أهل بيته ومعه نفر من قريش، حتى خطبها من عمرو بن أسد، عمّ خديجة، وقيل بل خطبها من ورقة بن نوفل، ويُقال إن الذي زوج رسول الله من خديجة أبوها خويلد بن أسد،[46][47] وقيل إن الذي ذهب للخطبة هو حمزة بن عبد المطلب.[48]
وخطب أبو طالب فقال: «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل وضِئْضِىءِ معدّ، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسُوّاس حرمه، وجعله لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا آمنًا، وجعلنا حكّام الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يُوزن به رجل شرفًا ونبلًا وفضلًا، وإن كان في المال قُلٌّ، فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وعارية مستردّة، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل، وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة، وقد بذل لها من الصَّدَاقِ كذا».[49]
ثم رد عليه ورقة بن نوفل قائلًا: «الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم؛ وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا عليّ معاشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على كذا». ثم سكت، فقال أبو طالب: «قد أحببت أن يشركك عمها»، فقال عمها عمرو بن أسد: «اشهدوا عليّ يا معشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد»، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وأولم عليها محمد فنحر جزورا وقيل جزورين وأطعم الناس، حضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وأصدقها عشرين بَكْرة.[50]
حياته بعد البعثة
بداية البعثة
لما بعث النبي محمد، وأسلمت خديجة بنت خويلد، وأسلم معه علي بن أبي طالب، وذكر ابن إسحاق أن عليًا كان يخفي إسلامه عن أبيه أبي طالب،[51][52] وروى ابن إسحاق أيضًا أن رسول الله كان إذا حضرت الصلاة، خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه علي مستخفيًا من عمه أبي طالب وجميع أعمامه وسائر قومه، فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعًا، فمكثا كذلك، حتى عثر عليهما أبي طالب يومًا وهما يصليان، فقال لرسول الله: «يا بن أَخِي، مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي أَرَاكَ تَدِينُ بِهِ؟»، قال: «أَيْ عَمِّ، هَذَا دِينُ اللَّهِ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ وَدِينُ رُسُلِهِ، وَدِينُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ- أَوْ كَمَا قَالَ- بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ رَسُولًا إِلَى الْعِبَادِ، وَأَنْتَ يَا عَمُّ أَحَقُّ مَنْ بَذَلْتُ لَهُ النَّصِيحَةَ، وَدَعَوْتُهُ إِلَى الْهُدَى، وَأَحَقُّ مَنْ أَجَابَنِي إِلَيْهِ، وَأَعَانَنِي عَلَيْهِ- أَوْ كَمَا قال»، فقال أبو طالب: «يا بن أَخِي، إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُفَارِقَ دِينِي وَدِينَ آبَائِي وَمَا كَانُوا عَلَيْهِ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا يَخْلُصُ إِلَيْكَ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ مَا حَيِيتُ».[52] وكان أبو طالب يقول لابنه علي: «وَآزِرِ ابْنَ عَمِّكَ وَانْصُرْهُ».[53]
جاء في كتاب «الكامل في التاريخ» عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم أنّه لما نزلت ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤﴾ [الشعراء:214]، دعا النبي بني هاشم فحضروا، ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد مناف، فكانوا خمسة وأربعين رجلا. فبادره أبو لهب وقال: «وهؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودع الصبّاة. واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأنا أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به»، فسكت النبي، ولم يتكلم في ذلك المجلس.
فقال أبو لهب: «هذه والله السوأة! خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم»، فقال أبو طالب: «وَاللَّهِ لَنَمْنَعَنَّهُ مَا بَقِينَا».[54][55]
وفد قريش إلى أبي طالب
المرة الأولى
فلما رأت قريش محاماة أبي طالب عنه وقيامه دونه، وامتناعه من أن يسلمه، مشى إليه رجال من أشراف قريش، منهم عتبة بن ربيعة، وشيبة أخوه، وأبو سفيان بن حرب، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل عمرو بن هشام، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وأمثالهم من رؤساء قريش فقالوا: «يَا أَبَا طَالِبٍ، إنَّ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ سَبَّ آلِهَتَنَا، وَعَابَ دِينَنَا، وَسَفَّهُ أَحْلَامَنَا، وَضَلَّلَ آبَاءَنَا، فَإِمَّا أَنْ تَكُفَّهُ عَنَّا، وَإِمَّا أَنَّ تُخِلِّي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَإِنَّكَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ خِلَافِهِ، فَنَكْفِيكَهُ». فقال لهم أبو طالب قولًا رفيقًا، وردهم ردا جميلًا، فانصرفوا عنه.[56][57]
المرة الثانية
ومضى النبي محمد على ما هو عليه، يظهر دين الله، ويدعو إليه، ثم شرق الأمر بينه وبينهم، تباعدا وتضاغنا، حتى أكثرت قريش ذكر النبي محمد بينها، وتذامروا فيه، وحض بعضهم بعضا عليه، فمشوا إلى أبى طالب مره ثانية، فقالوا: «يَا أَبَا طَالِبٍ، إنَّ لَكَ سِنًّا وَشَرَفًا وَمَنْزِلَةً فِينَا، وَإِنَّا قَدْ اسْتَنْهَيْنَاكَ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَلَمْ تَنْهَهُ عَنَّا، وَإِنَّا وَاَللَّهِ لَا نَصْبِرُ عَلَى هَذَا مِنْ شَتْمِ آبَائِنَا، وَتَسْفِيهِ أَحْلَامِنَا، وَعَيْبِ آلِهَتِنَا، حَتَّى تَكُفَّهُ عَنَّا، أَوْ نُنَازِلَهُ وَإِيَّاكَ فِي ذَلِكَ، حَتَّى يَهْلِكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ، أَوْ كَمَا قَالُوا لَهُ». ثم انصرفوا عنه، فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم، ولم يطب نفسا بإسلام النبي لهم ولا خذلانه.
وبعث أبو طالب إلى رسول الله، فقال له: «يَا ابْنَ أَخِي، إنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَاءُونِي، فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي كَانُوا قَالُوا لَهُ، فَأَبْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ، وَلَا تُحَمِّلْنِي مِنْ الْأَمْرِ مَا لَا أُطِيقُ»، فظن النبي أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه. فقال رسول الله: «يَا عَمُّ، وَاَللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ، مَا تَرَكْتُهُ»، ثم استعبر رسول الله، فبكى ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فقال: «أَقْبِلْ يَا بن أَخِي»، فأقبل عليه رسول الله، فقال: «اذْهَبْ يَا بن أَخِي، فَقُلْ مَا أَحْبَبْت، فو الله لَا أُسْلِمُكَ لِشَيْءِ أَبَدًا».[56][57]
وذكر ابن إسحاق أن أبا طالب قال شعرًا حين أجمع لذلك من نصرة رسول الله عليه والدفاع عنه على ما كان من عداوة قومه:[58]
ثم إن قريشًا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله وإسلامه، وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم، مشوا إليه بعمارة بن الوليد، فقالوا له: «يا أبا طالب، هذا عمارة ابن الوليد، أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولدا فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا، الذي قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامهم، فنقتله، فإنما هو رجل برجل»، قال أبو طالب: «وَاَللَّهِ لَبِئْسَ مَا تَسُومُونَنِي! أَتُعْطُونَنِي ابْنَكُمْ أَغْذُوهُ لَكُمْ، وَأُعْطِيكُمْ ابْنِي تَقْتُلُونَهُ! هَذَا وَاَللَّهِ مَا لَا يَكُونُ أَبَدًا». فقال المطعم بن عدي: «والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلص مما تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئًا»، فقال أبو طالب للمطعم: «وَاَللَّهِ مَا أَنْصَفُونِي، وَلَكِنَّكَ قَدْ أَجْمَعْتَ خِذْلَانِي وَمُظَاهَرَةَ الْقَوْمِ عَلَيَّ، فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ» أو كما قال. فحقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضهم بعضًا.[56]
وقال أبو طالب عند ذلك، يعرض بالمطعم بن عدي، ويعم من خذله من بني عبد مناف، ومن عاداه من قبائل قريش، ويذكر ما سألوه، وما تباعد من أمرهم:
أَلا قل لِعَمْرٍو وَالْوَلِيدِ وَمُطْعِمٍ
أَلَا لَيْتَ حَظِّي مِنْ حِيَاطَتِكُمْ بَكْرُ
مِنْ الْخُورِ حَبْحَابٌ كَثِيرٌ رُغَاؤُهُ
يَرُشُّ عَلَى السَّاقَيْنِ مِنْ بَوْلِهِ قَطْرُ
تَخَلَّفَ خَلْفَ الْوِرْدِ لَيْسَ بِلَاحِقِ
إذَا مَا عَلَا الْفَيْفَاءَ قِيلَ لَهُ وَبْرُ
أَرَى أَخَوَيْنَا مِنْ أَبِينَا وَأُمِّنَا
إذَا سُئِلَا قَالَا إلَى غَيْرِنَا الْأَمْرُ
بَلَى لَهُمَا أَمْرٌ وَلَكِنْ تَجَرْجَمَا
كَمَا جُرْجِمَتْ مِنْ رَأْسِ ذِي عَلَقِ الصَّخْرِ
أَخُصُّ خُصُوصًا عَبْدَ شَمْسٍ وَنَوْفَلًا
هُمَا نَبَذَانَا مِثْلَ مَا يُنْبَذُ الْجَمْرُ
هُمَا أَغْمَزَا لِلْقَوْمِ فِي أَخَوَيْهِمَا
فَقَدْ أَصْبَحَا مِنْهُمْ أَكُفُّهُمَا صِفْرُ
هُمَا أَشْرَكَا فِي الْمَجْدِ مَنْ لَا أَبَا لَهُ
مِنْ النَّاسِ إلَّا أَنْ يُرَسَّ لَهُ ذِكْرُ
وَتَيْمٌ وَمَخْزُومٌ وَزُهْرَةُ مِنْهُمْ
وَكَانُوا لَنَا مَوْلًى إذَا بغى النّصر
فو الله لَا تَنْفَكُّ مِنَّا عَدَاوَةٌ
وَلَا مِنْهُمْ مَا كَانَ مِنْ نَسْلِنَا شَفْرُ
فَقَدْ سَفُهَتْ أَحْلَامُهُمْ وَعُقُولُهُمْ
وَكَانُوا كَجَفْرٍ بِئْسَ مَا صَنَعَتْ جَفْرُ
قال ابن هشام: «تَرَكْنَا مِنْهَا بَيْتَيْنِ أَقْذَعَ فِيهِمَا».[56]
ولما هاجر المسلمون إلى الحبشة، قال أبو طالب أبياتًا للنجاشي يحضهم على حسن جوارهم والدفع عنهم:[61]
لِيَعْلَمْ خِيَارُ النَّاسِ أَنَّ مُحَمَّدًا
وَزِيرٌ لِمُوسَى وَالْمَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمْ
أَتَانَا بِهَدْيٍ مِثْلِ مَا أَتَيَا بِهِ
فَكُلٌّ بِأَمْرِ اللَّهِ يَهْدِي وَيَعْصِمْ
وَأَنَّكُمْ تَتْلُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ
بِصِدْقِ حَدِيثٍ لَا حَدِيثَ الْمُبَرْجِمْ
وَإِنَّكَ مَا تَأْتِيكَ مِنْهَا عِصَابَةٌ
بِفَضْلِكَ إِلَّا أُرْجِعُوا بِالتَّكَرُّمِ
حصار بني هاشم
لما بلغ قريشًا فعل النجاشي بالمسلمين، وأن عمر بن الخطابوحمزة بن عبد المطلب قد أسلما، وعندما رأوا الإسلام يفشوا في القبائل، كبُر ذلك عليهم، وأجمعوا على قتل محمد، فكلّموا بني هاشم في ذلك فرفضوا تسليمه إليهم، وأجمع بنو هاشم أمرهم على أن يُدخلوا محمدًا شِعبَهم ويمنعوه ممن أراد قتله،[62] فانحازت بنو المطلب بن عبد مناف إلى أبي طالب في شعبه مع بني هاشم مسلمهم وغير مسلمهم،[63] إلا أبو لهب فإنه فارقهم وكان مع قريش.[64] ولمّا عرفت قريش ذلك، أجمعوا على حصار بني هاشم، بألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم ولا يجالسوهم، حتى يسلموا محمدًا للقتل، وكتبوا بذلك كتابًا وعلّقوه في جوف الكعبة.[65] وكان الذي كتب الصحيفة «منصور بن عكرمة العبدري»، والذي قد رُوي أن النبي محمد قد دعى عليه فشُلّت يده.[65]
وحصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة (6 ق هـ)،[62] وقطعوا عنهم الميرة والمادة، فكانوا لا يخرجون إلا من موسم إلى موسم حتى اشتد عليهم الحصار، وكانوا ينفقون من أموال خديجة بنت خويلد، وأموال أبي طالب حتى نفدت، واضطروا بعدها إلى أن يأكلوا ورق الشجر، وسُمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب،[66][67] فأقاموا في الشعب ثلاث سنين، وقيل سنتين.[63]
فلما اجتمعت على ذلك قريش، وصنعوا فيه الذي صنعوا، قال أبو طالب:[68]
وروى ابن سعد أنه لما مضت ثلاث سنين، علم النبي محمد أمر الصحيفة، وأن الأرضة قد أكلت ما كان فيها إلا ذكر الله، فذكر النبي ذلك لعمه، فقال أبو طالب: «أَحَقٌّ مَا تُخْبِرُنِي يَا ابْنَ أَخِي؟»، قال: «نَعَمْ وَاللَّهِ!»، فذكر أبو طالب ذلك لإخوته، فقالوا له: «مَا ظَنُّكَ بِهِ؟»، فقال أبو طالب: «وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي قَطُّ»، قال: «فَمَا تَرَى؟»، قال: «أَرَى أَنْ تَلْبَسُوا أَحْسَنَ مَا تَجِدُونَ مِنَ الثِّيَابِ ثُمَّ تَخْرُجُونَ إِلَى قُرَيْشٍ فَنَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَهُمُ الْخَبَرُ». فخرجوا حتى دخلوا المسجد، فصمدوا إلى الحجر وكان لا يجلس فيه إلا مسان قريش وذوو نهاهم، فترفعت إليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون. فقال أبو طالب: «إِنَّا قَدْ جِئْنَا لأَمْرٍ فَأَجِيبُوا فِيهِ بِالَّذِي يُعْرَفُ لَكُمْ»، قالوا: «مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلا وَعِنْدَنَا مَا يَسُرُّكَ فَمَا طَلَبْتَ؟»، فقال: «إِنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ أَخْبَرَنِي وَلَمُ يَكْذِبْنِي قَطُّ أَنَّ اللَّهَ سَلَّطَ عَلَى صَحِيفَتِكُمُ الَّتِي كَتَبْتُمُ الأَرَضَةَ فَلَمَسَتْ كُلَّ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَبَقِيَ فِيهَا كُلُّ مَا ذُكِرَ بِهِ اللَّهُ. فَإِنْ كَانَ ابْنُ أَخِي صَادِقًا نَزَعْتُمْ عَنْ سُوءِ رَأْيِكُمْ. وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمْ فَقَتَلْتُمُوهُ أَوِ اسْتَحْيَيْتُمُوهُ إِنْ شِئْتُمْ»، قالوا: «قَدْ أَنْصَفْتَنَا».[70]
فأرسلوا إلى الصحيفة. فلما أتي بها قال أبو طالب: «اقرؤوها»، فلما فتحوها إذا هي كما قال رسول الله قد أكلت إلا ما كان من ذكر الله فيها. فسقط في أيدي القوم ثم نكسوا على رؤوسهم. فقال أبو طالب: «هَلْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أَنَّكُمْ أَوْلَى بِالظُّلْمِ وَالْقَطِيعَةِ وَالإِسَاءَةِ؟» فلم يراجعه أحد من القوم. وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم. فمكثوا غير كثير. ورجع أبو طالب إلى الشعب وهو يقول: «يا معشر قريش علام نُحْصَرُ وَنُحْبَسُ وَقَدْ بَانَ الأَمْرُ؟»، ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة والكعبة فقال: «اللَّهُمَّ انْصُرْنَا مِمَّنْ ظَلَمَنَا. وَقَطَعَ أَرْحَامَنَا. وَاسْتَحَلَّ مِنَّا مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنَّا!»، ثم انصرفوا.[70] وعند ذلك قام المطعم بن عدي إلى الصحيفة فمزقها، ثم مشى مع من أجمعوا على نقض الصحيفة، فلبسوا السلاح ثم خرجوا إلى بني هاشم وبني المطلب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم ففعلوا.[71] وكان خروجهم من الشعب في السنة العاشرة للبعثة (3 ق هـ).[70]
ولما مزقت الصحيفة وبطل ما فيها. قال أبو طالب، فيما كان من أمر أولئك النفر الذين قاموا في نقضها يمدحهم:[72]
اختلف المؤرخون حول تاريخ وفاة أبي طالب، فقد جاء في رواية عن الإمام علي السجاد أنّ «خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة»،[73] وفي رواية أُخرى أن أبا طالب تُوفي قبل خديجة، ثم توفيت بعده بثلاثة أيام،[74] وقيل في خمسة أيام من شهر رمضان في السنة العاشرة من البعثة،[75] وقيل تُوفيت بعد وفاته بستة شهور،[76] وعلى قولٍ آخر أنها توفيت بعد وفاته بثلاثة أيام،[77] وقيل بعده بشهر،[22] وقيل بينهما خمسة وثلاثون يومًا.[78]
أمّا السنة التي تُوفي فيها، فقد رُوي أنه مات بعد الخروج من الشعب بشهرين،[79] وقيل توفي في السنة العاشرة من البعثة، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل بعد البعثة بتسع سنوات وثمانية أشهر وذلك بعد خروجه من الشعب بشهرين، وعلى زعم أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنوات، وأنه تُوفي في النصف من شعبان في السنة العاشرة من البعثة، وفي رواية أنه تُوفي في في السادس والعشرين من رجب في السنة ذاتها، وعلى رأي آخر أنه توفي النصف من شوال من السنة نفسها،[80] وقيل أنه توفي في السنة الحادية عشرة من البعثة.[22]
وكان كل واحد منهم أكبر من الذي يليه بعشر سنين. فيكون طالب أسن من علي بثلاثين سنة، وبه كان يكنى أبوه، وأمهم جميعًا فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وكان رسول الله يدعوها أمي لأنها ربَّته. وكانت من السابقات إلى الإسلام ولما تُوفِّيت صَلّى عليها النبي ودخل قبرها وترحَّم عليها.
وقد اختلف هل لأبي طالب أبناء وبنات آخرون، فقد ذكر البعض أبناءً إخرون وهم:[89]
طليق بن أبي طالب، مختلف في نسبته لأبي طالب، قيل أمه أمة لبني مخزوم غشيها أبو طالب فحملته، فادعاه وادعاه أيضًا رجل آخر من حضرموت، وأرادوا بيعه من الحضرمي،[93] وقيل أمه علة وهي أم الحويرث بن أبي ذباب بن عبد الله بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة.[94][95] درج ومات صغيرًا وليس له عقب.
حكمه
أهل السنة
يعتقد أهل السنة أن أبا طالب عم رسول الله مات كافرًا، لا يوجد في ذلك خلاف معتبر بين أهل العلم[96]، ويستدلون على ذلك بأحاديث عدة، منها حديث العباس بن عبد المطلب أنه قال:
قلت للنبي ﷺ ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار[97]
وقال ابن كثير:[98] (وكان استمرار أبو طالب على دين قومه من حكمة الله تعالى، ومما صنعه لرسوله من الحماية، إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه، ولاجترأوا عليه، ولمدوا أيديهم وألسنتهم بالسوء إليه).
الشيعة
يعتقد الشيعة أنه مات مسلمًا مؤمنًا بالرسالة المحمدية.[99]
هبط جبرئيل على رسول الله فقال: يا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعك في خمسة: في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطّلب، وفي حجر كفلك، وهو عبد المطّلب بن هاشم، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب، وفي أخ كان لك في الجاهلية[100]
وفي حديث آخر:
نزل جبرئيل على النبي فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب[101]
قال علي: «والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنمًا قطّ»، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به»».[102]
إيمان أبي طالب وأحواله وأشعاره - محسن آقا بن ميرزا محمد آقا[110]
مقصد الطالب في إيمان آباء النبيّ وعمّه أبي طالب - حسین الجرجاني.[112]
القول الواجب في إيمان أبي طالب - محمد علي فصیح الهندي.[113]
أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم - نبيل الحسني[114]
بعض الآراء التي ترى إسلامه
ألف أحمد زيني دحلان - مفتي الشافعية في زمانه بمكة المكرمة - كتاب «أسنى المطالب في نجاة أبي طالب».[115]
ذكر أحمد بن الحسين الموصلى الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه على الكتاب المسمى بشهاب الأخبار للعلامة محمد بن سلامة القضاعي المتوفى سنة 454 هـ. أن بغض أبي طالب كفر، ونص على ذلك أيضًا من أئمة المالكية العلامة على الأجهوري في فتاويه، والتلمساني في حاشيته على الشفاء فقال عند ذكر أبي طالب: لا ينبغى أن يذكر إلا بحماية النبي لأنه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذكره بمكروه أذية للنبي وكفر، والكافر يقتل [116]
قال أبو العزائم:[117] (والحقيقة أن سيدنا أبا طالب هو رجل السياسة الأول في دعوة الإسلام، فالشواهد التي مرت من كلام الكهان، وعلامات النبوة جعلته يؤمن بسيدنا رسول الله ﴿ص وآله﴾ من البداية سرًا، وأظهر أمام قريش عدم النطق بكلمة الإسلام حتى يتمكن من فض المنازعات بين الرسول الكريم وبين صناديد الكفر والشرك في قريش، وكان له ما أراد والأدلة على ذلك كثيرة).
^البلاذري. أنساب الأشراف. تحقيق: محمد باقر المحمودي (ط. الأولى، 1974/1394). بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. ج. الجزء: الثاني. ص. 23. مؤرشف من الأصل في 2020-12-22. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
^البلاذري. أنساب الأشراف. تحقيق: محمد باقر المحمودي (ط. الأولى، 1974/1394). بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. ج. الجزء: الثاني. ص. 23-24. مؤرشف من الأصل في 2020-12-22. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
^البغدادي، محمد بن سعد؛ تحقيقُ: محمد عبد القادر عطا (1410 هـ - 1990 م). الطبقات الكبرى (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 97-98. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
^محمد ناصر الدين الألباني؛ صَنَعَهُ: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان (1431 هـ - 2010 م). موسوعة الألباني في العقيدة (ط. الأولى). صنعاء - اليمن: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة. ج. الجُزء الثامن. ص. 243. مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
^عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 189. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
^ ابابن كثير. البداية والنهاية (ط. الأولى، 1418 هـ - 1997 م سنة النشر: 1424هـ / 2003م). دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان. ج. الجُزء الرابع. ص. 61-62 و65. مؤرشف من الأصل في 2021-04-15.
^ ابجدعبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 264-268. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
^عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 352-353. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
^ ابجالبغدادي، محمد بن سعد؛ تحقيقُ: محمد عبد القادر عطا (1410 هـ - 1990 م). الطبقات الكبرى (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 148-149. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
^سميرة زايد (1995). مختصر الجامع في السيرة النبوية. المطبعة العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 195-208.
^عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 377-380. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
^(مروج الذهب 2 ص 2 تأليف أبي الحسن المسعودي الهذلي، تذكرة خواص الأمة ص 7 سبط ابن الجوزي الحنفي، الفصول المهمة ص 14 إبن الصباغ المالكي، السيرة النبوية 1 ص 150 نور الدين علي الحلبي الشافعي، شرح الشفا ج 1 ص 151 الشيخ علي القاري الحنفي).
Hotel Shunpanrō tempat penandatanganan perjanjian Perjanjian Shimonoseki (下関条約code: ja is deprecated , Shimonoseki Jōyaku) adalah perjanjian antara Dinasti Qing dari Tiongkok dan Kekaisaran Jepang yang mengakhiri Peperangan Jiawu. Perjanjian ditandatangani 17 April 1895 dalam Konferensi Perdamaian Shimonoseki yang berlangsung dari 20 Maret hingga 17 April 1895 di kota Akamagaseki (sekarang disebut Shimonoseki), Prefektur Yamaguchi. Pihak Jepang diwakili Ito Hirobumi dan Mutsu Munemitsu…
Model of a Galileo satellite This is a list of past and present satellites of the Galileo navigation system. As of August 2023, 28 Galileo (4 IOV In Orbit Validation and 24 FOC Full Operational Capability) satellites have been launched. The 2 GIOVE prototype vehicles were retired in 2012, 23 satellites are operational, 1 is not available and 4 are currently not usable. The remaining 10 FOC satellites have completed manufacturing and testing. They are currently in storage awaiting launch by Falco…
Philosophical term referring to systems of understanding (i.e. knowledge) For other uses, see Episteme (disambiguation). In philosophy, episteme (Ancient Greek: ἐπιστήμη, romanized: epistēmē, lit. 'science, knowledge'; French: épistème) is knowledge or understanding. The term epistemology (the branch of philosophy concerning knowledge) is derived from episteme. History Personification of Episteme in Celsus Library in Ephesus, Turkey. Plato See also: Platonic epist…
Pierluigi Frosio Frosio al Perugia nel 1975 Nazionalità Italia Altezza 182 cm Peso 71 kg Calcio Ruolo Allenatore (ex libero) Termine carriera 1985 - giocatore2006 - allenatore Carriera Giovanili 1960-1966 Gerardiana Squadre di club1 1967-1969 Pro Sesto47 (3)1969-1971 Legnano63 (1)1971-1972 Rovereto36 (0)1972-1974 Cesena22 (0)1974-1984 Perugia323 (8)1984-1985 Rimini27 (0) Carriera da allenatore 1985-1987 PerugiaGiovanili1986 Perugia1987 Per…
Czechoslovak mountain howitzer 10 cm horska houfnice vz. 16/19 Typemountain howitzerPlace of originCzechoslovakiaService historyIn service1919–1945Used by Czechoslovakia Nazi Germany Greece Hungary Italy Poland YugoslaviaWarsWorld War IIProduction historyDesignerŠkodaManufacturerŠkodaSpecificationsMass1,350 kg (2,980 lb)Barrel length2.4 m (7 ft 10 in) L/24[1]Shell100 x 183 mm R[2]Shell weight…
Questa voce sull'argomento stagioni delle società calcistiche italiane è solo un abbozzo. Contribuisci a migliorarla secondo le convenzioni di Wikipedia. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Voce principale: Associazione Calcio Ancona. AnconitanaStagione 1945-1946Sport calcio Squadra Anconitana Allenatore Achille Piccini Divisione Nazionale11º (Centro-Sud) 1944-45 1946-47 Si invita a seguire il modello di voce Questa voce raccoglie le informazioni riguardanti la Unione …
Pour les articles homonymes, voir Sankt Martin. Cet article est une ébauche concernant une localité allemande. Vous pouvez partager vos connaissances en l’améliorant (comment ?) selon les recommandations des projets correspondants. Sankt Martin Armoiries Administration Pays Allemagne Land Rhénanie-Palatinat Arrondissement(Landkreis) Route-du-Vin-du-Sud Bourgmestre(Ortsbürgermeister) Manfred Lameli Code postal 76487 Code communal(Gemeindeschlüssel) 07 2 35 070 Indicatif téléphoniqu…
Average difference in remuneration amounts between men and women Wage disparity redirects here. For other wage disparities, see Wage gap. Activists demonstrate for Equal Pay Day in Frankfurt. Part of a series onDiscrimination Forms Institutional Structural Attributes Age Caste Class Dialect Disability Genetic Hair texture Height Language Looks Mental disorder Race / Ethnicity Skin color Scientific racism Rank Sex Sexual orientation Species Size Viewpoint Social Arophobia Acephobia Adult…
Dans le nom hongrois Molnár Ferenc, le nom de famille précède le prénom, mais cet article utilise l’ordre habituel en français Ferenc Molnár, où le prénom précède le nom. Pour les articles homonymes, voir Molnar. Ferenc Molnár Portrait de Ferenc Molnár par Carl van Vechten, en 1941. Données clés Nom de naissance Ferenc Neumann Alias François Molnar, Franz Molnar Naissance 12 janvier 1878 Budapest, Autriche-Hongrie Décès 1er avril 1952 (à 74 ans) New Y…
Kepala Badan Perencanaan Pembangunan Nasional IndonesiaPetahanaSuharso Monoarfasejak 23 Oktober 2019Ditunjuk olehPresiden IndonesiaPejabat perdanaAdnan Kapau GaniDibentuk1947 Berikut adalah daftar orang yang pernah menjabat sebagai Menteri Perencanaan Pembangunan Nasional/Kepala Badan Perencanaan Pembangunan Nasional Indonesia. No Foto Nama Kabinet Dari Sampai Keterangan Badan Perancang Ekonomi 1 Adnan Kapau Gani — 19 Januari 1947 12 April 1947 [ket. 1] Panitia Pemikir Siasat Ekon…
The Billboard Hot Latin Songs chart ranks the best-performing Spanish-language singles in the United States. Published by Billboard magazine, the data are compiled by Nielsen SoundScan based collectively on each single's weekly physical and digital sales, and airplay. Chart history Spanish singer Enrique Iglesias remained at the top of the chart for a record 17 non-consecutive weeks with his single Cuando Me Enamoro alongside Juan Luis Guerra. Issue date Song Artist(s) Ref. January 2 Me Gusta To…
Non-coding regions on either end of mRNA For other uses, see UTR. Compare non-coding RNA. The flow of genetic information within a cell. DNA is initially transcribed into a messenger RNA (mRNA) molecule. The mRNA is then translated into a protein. (See Central dogma of molecular biology.) mRNA structure, approximately to scale for a human mRNA In molecular genetics, an untranslated region (or UTR) refers to either of two sections, one on each side of a coding sequence on a strand of mRNA. If it …
Ancient Indian legendary heroes Vrishni heroesVrishni heroes on the coinage of Agathocles of Bactria, circa 190-180 BCE: Samkarshana, with Gada mace and plow, and Vāsudeva, with Shankha (a pear-shaped case or conch) and Chakra wheel.[1][2][3] This is the earliest unambiguous image of the two deities.[4] Another variation [1].[5]The five Vrishni heroes Saṃkarṣaṇa, Vāsudeva, Pradyumna, Samba, Aniruddha standing around enthroned Narasimha. Kondamotu V…
Lok Sabha constituency in Gujarat Kachchh GJ-1Lok Sabha constituencyConstituency detailsCountryIndiaRegionWestern IndiaStateGujaratAssembly constituenciesAbdasaMandviBhujAnjarGandhidham(SC) RaparMorbiEstablished1952ReservationSCMember of Parliament17th Lok SabhaIncumbent Vinod Chavda PartyBharatiya Janata PartyElected year2019 Kachchh Lok Sabha constituency (formerly Kutch Lok Sabha constituency) is one of the 26 Lok Sabha (parliamentary) constituencies in Gujarat state in western India. Kachchh…