إيران الكبرى (بالفارسية: ایران بُزُرگ «إيران الكبرى»، وایران زمین أي «أرض إيران») هي المناطق التي تأثرت إلى حد كبير بالثقافة الإيرانية. وهو يطابق تقريبا ما يسميه الجغرافيون «الهضبة الإيرانية». وهي كل الأراضي العليا المحيطة بدولة إيران الحالية، والتي تمتد من القوقاز إلى نهر السند وقد خضعت هذه الأراضي لسيطرة الأمبراطوريات الإيرانية المتعاقبة أو على الأقل تأثرت كثيرا بنفوذها.
لم يكن لمفهوم مصطلح «إيران» حتى نهاية الفترة البارثية في القرن الثالث ميلادي أي أهمية سياسية بل كانت قيمتها هي عرقية ولغوية ودينية فقط. فالأهمية السياسية لامبراطورية أو مملكة إيران هي نتاج ساساني بحت، بسبب التقاء مصالح سلالة الحكام الجدد مع الكهنة الزرادشتيون، ويمكننا أن نستنتج من الأدلة المتاحة أن هذا التقارب أدى إلى ظهور فكرة إيرانشهر «مملكة إيران»، حيث ان كلمة «إير» في الفارسية الوسطى تعادل «أريا» في الفارسية القديمة و«إيريا» في الأفستية.[7]
التعريف
لاحظ ريتشارد فولتس أن هناك افتراض عام قد تشكل أن مختلف شعوب إيران الكبرى —النطاق الثقافي الذي يمتد من بلاد مابين النهرينوالقوقاز إلى خوارزموماوراء النهروباكترياوباميرا والتي بها من الفرس والميديين والبارثيين والصغديين وغيرهم الكثير— كان تدين بالزرادشتية في فترة ماقبل الإسلام. وجهة النظر تلك وإن اتفق عليها كثيرا من العلماء إلا أنها قد تكون مبالغة نوعا ما. وقال فولتس: ربما تكون الشعوب الإيرانية المختلفة لها نفس الآلهة وتشترك في نفس الأساطير والرموز الدينية، ولكن في الواقع هناك مجموعات أخرى من الآلهة كانت تعبد —مثل الميترا إله العهود وآناهیتا إله المياه، وغيرها الكثير من الآلهة— حسب المكان والزمان وأيضا حسب المجموعة السكانية.[14] ابتداء من بلاد الإغريق مرورا بإيران الكبرى وانتهاء بضفاف نهر السند.[15]
أما ريتشارد فراي فقد حدد إيران الكبرى بأنها "غالبية القوقاز والعراق وأفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، وأن تأثيرها الثقافي امتد إلى الصين وغرب الهند." وأضاف بأن "إيران تعني كل الأراضي والشعوب التي استخدمت اللغات الإيرانية ولا تزال، وحيث كانت موجودة في الماضي ثقافات إيرانية متعددة الأوجه.[16]
وحسب مايقوله مالوري ودوغلاس أدامز، فإن معظم إيران الكبرى الغربية يتكلمون لغات إيرانية جنوب غربية في فترة الإخمينيين بينما الإقليم الشرقي يتكلم لغات إيرانية شرقية مرتبطة مع الأفستية.[17]
تُسمى إيران الكبرى إيرانزمين، وهي تعني «إيران» أو «أرض إيران». كانت إيرانزمين في العصور الأسطورية رديفة لأرض طوران التي تقع في الجزء العلوي من آسيا الوسطى.[19]
اشتهرت في الفترة السابقة للإسلام منطقتان رئيسيتان حكمهما الإيرانيون في الإقليم، إحداها كانت إيران والأخرى أنيران. كان المقصود بإيران جميع المناطق التي سكنتها الشعوب الإيرانية القديمة، وكانت هذه المنطقة أكثر شمولًا في الماضي. يمكن اعتبار هذه الفكرة عن إيران (المقابلة لأنيران) الجوهر الرئيسي والأولي لإيران الكبرى. حدثت العديد من التغييرات في الحدود والمناطق التي عاش فيها الإيرانيون مع مرور الوقت، لكن اللغات والثقافة ظلت الوسيلة المهيمنة في العديد من أجزاء إيران الكبرى.
وكمثال على ذلك، كانت اللغة الفارسية هي اللغة الأدبية الرئيسية ولغة المراسلات في آسيا الوسطى والقوقاز في فترة ما قبل الاحتلال الروسي، باعتبار آسيا الوسطى هي مسقط رأس اللغة الفارسية الحديثة. إضافة إلى ما سبق، وبحسب ما جاءت به الحكومة البريطانية، استُخدمت اللغة الفارسية أيضًا في كردستان العراق، قبل الاحتلال البريطاني والانتداب بين عامي 1918 و1932.[20]
بدأ العديد من خانات آسيا الوسطى بفقدان الأمل تجاه أي دعم من بلاد فارس ضد الجيوش القيصرية، مع تقدم الإمبراطورية الروسية بشكل مستمر جنوبًا خلال اثنين من الحروب التي خاضتها ضد بلاد فارس، وبفعل معاهدات تركمانجاي وغوليستان على الحدود الغربية ووفاة عباس ميزا في عام 1833 وقتل الوزير الأعظم لبلاد فارس (ميرزا أبو القاسم قيم مقام). احتلت الجيوش الروسية ساحل آرال في عام 1849، وطشقند في عام 1864 وبخارى عام 1867 وسمرقند عام 1868 وخيوة وجيحون عام 1873.[21]
«يرى العديد من الإيرانيين أن مجال نفوذهم الطبيعي يمتد إلى ما وراء حدود إيران الحالية. ففي نهاية المطاف، كانت إيران ذات يوم أكبر من ذلك بكثير. استولت القوات البرتغالية على الجزر والموانئ في القرنين السادس عشر والسابع عشر. انتزعت الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر من سيطرة طهران ما هو أرمينيا وجمهورية أذربيجان وجزء من جورجيا. تدرس نصوص المدارس الابتدائية الإيرانية الجذور الإيرانية ليس فقط لمدن مثل باكو ولكن أيضًا لمدن أبعد نحو الشمال مثل ديربينت في جنوب روسيا. خسر الشاه جزءًا كبيرًا من مطالبته لصالح غرب أفغانستان في أعقاب الحرب الأنجلو- إيرانية بين عامي 1856- 1857. ولم تنته المطالبات الإيرانية بالولاية على الخليج العربي في البحرين إلا بحلول عام 1970، جراء مشاورات برعاية الأمم المتحدة. امتد الحكم الإيراني إلى الغرب في العراق الحديث وأبعد من ذلك خلال القرون الماضية. عندما يشكو العالم الغربي من التدخل الإيراني خارج حدود إيران، فإن الحكومة الإيرانية كثيرًا ما تقنع نفسها بأنها بكل بساطة تمارس نفوذها في الأراضي التي كانت تابعة لها ذات يوم. في الوقت نفسه، ساهمت خسائر إيران على أيدي قوى خارجية في شعور بالتظلم ما يزال مستمرًا حتى يومنا هذا»[22]-باتريك كلاوسون من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
«إيران اليوم هي مجرد رديف لما كانت عليه ذات مرة. سيطر الحكام الإيرانيون في أوج ازدهارهم على العراق وأفغانستان وغرب باكستان وأجزاء كبيرة من آسيا الوسطى والقوقاز. يعتبر العديد من الإيرانيين اليوم أن هذه المناطق هي جزء من نفوذ إيراني أكبر»
«في ظل الإمبراطورية الأخمينية، امتلك الإيرانيون الحماية التي تؤمنها الجغرافيا. لكن الجبال العالية والفراغ الواسع للهضبة الإيرانية لم تعد كافية لحماية إيران من الجيش الروسية أو البحرية البريطانية. تقلصت إيران بشكل حرفي ومجازي. في بداية القرن التاسع عشر، كانت أذربيجان وأرمينيا وأفغانستان تابعة لإيران، لكن وبحلول نهاية القرن، خسرت جميع هذه المناطق بسبب العمل العسكري الأوروبي».[24]
^Encyclopaedia Iranica: ZOROASTER ii. GENERAL SURVEY. By W. W. Malandra: جغرافية فنديداد ويشت في أفيستا يجعل من الوضوح أن أصل تلك الكتابات هي شرقي إيران القديمة (أفغانستان حاليا)، مع أن هناك تقاليد متأخرة ظهرت في أذربيجان وميديا. لذا فمن المنطقي أن نحدد موطن ذرادشت في شرقي إيران القديمة (أفغانستان حاليا) مع باقي الأفيستا. كما أن لهجات الأفستية اللغوية تنتمي إلى شرق إيران القديمة (أفغانستان حاليا). "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2011-12-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^ريتشارد فولتس, "Religions of the Silk Road: Premodern Patterns of globalization", Palgrave Macmillan, rev. 2nd edition, 2010. pg 27
^J.M. Cook, "The Rise of the Achaemenids and Establishment of Their Empire" in
Ilya Gershevitch, William Bayne Fisher, J. A. Boyle "Cambridge History of Iran", Vol 2. pg 250. Excerpt: "To the Greeks, Greater Iran ended at the Indus".
^Mallory, J. P.; Adams, D. Q. (1997), Encyclopedia of Indo-European culture, London and Chicago: Fitzroy-Dearborn, ISBN 1-884964-98-2. pg 307: "جدليا، فإن الفارسية القديمة تعتبر لغة جنوب غرب إيران على النقيض من الأفستية الإيرانية الشرقية التي غطت أغلب ما تبقى من إيران الكبرى
^George Lane, "Daily life in the Mongol empire", Greenwood Publishing Group, 2006. pg 10" تفككت الإمبراطورية المغولية سنة 1260 ولكن كانت علامة بارزة لظهور أعظم سلالتين من بيت جنكيز، وهي سلالة يوان في الصين الكبرى والسلالة الإلخانية في إيران الكبرى.