تظهر القردة العليا قدرة كبير على الاستعراف والتعاطف. تصنع الشمبانزيات الأدوات ويستخدمها للحصول على الطعام والسلوكيات التعبيرية الاجتماعية. ولديهم ستراتيجيات صيد متطورة، ولديهم وعي وقدرة على التلاعب والخداع، يمكنهم تعلم استخدام الرموز وفهم جوانب لغة الإنسان ويتضمن ذلك تركيب الجمل، والاعداد، والتسلسل الرقمي.[1]
تفوقت الشمبانزيات في دراسة على الطلاب البشر الجامعيين في اختبار تذكر أرقام.[2] تم تفنيد هذا الادعاء في دراسة لاحقة بعد أن عُرِف ان الشمبانزيات قد تلقت تدريبات على الاختبار بينما تم تقييم الطلاب في أول محاولة. وعندما تم إعطاء مهلة للأشخاص البشريين موضع البحث للتدرب تفوقوا بشكل ملحوظ على الشمبانزيات.[3] الشمبانزيات قادرات على التعاطف، ولوحظوا وهن يطعمن السلاحف في البرية وأظهرن فضول في الحياة البرية (مثل ثعابين البايثون).
منذ حوالي عشرة ملايين سنة دخل مناخ الأرض مرحلة برودة وجفاف والتي وصلت في النهاية إلى بداية العصر الجليدي حوالي منذ 2.6 مليون سنة. وكان من نتائج هذا تحول الغابة الاستوائية الموجودة بشمال أفريقيا إلى مراعي ومن ثم التصحر وحل محلها الصحراء الغربية. أجبر هذا الحيوانات التي تسكن الأشجار على التكيف على البيئة الجديدة أو ان تنتهي حياتها. ولأن البيئة قد تغيرت من غابات متصلة إلى غابات منفصلة تفصلها مراعي واسعة فتكيفت بعض الرئيسيات بشكل جزئي أو كلي على الحياة على الأرض وبالتالي تعرضوا إلى خطر الحيوانات المفترسة وخاصة القطط الكبيرة والتي كانوا في مأمن منها من قبل.
بعض من الهومينينا (أوسترالوبيثين) تكيفوا مع هذا التحدي بالاعتماد على المشي على قدمين عن طريق المشي بواسطة الأرجل الخلفية. أعطاهم ذلك ارتفاع أكبر لأعينهم وعظّم قدرتهم على رؤية الخطر عندما يقترب منهم فيتجنبونه. وأيضاً حرر ذلك الأرجل الأمامية (الذراعين) من مهمة المشي وسمح لليدين بأن يكونا متاحين لمهمات أخرى مثل جمع الغذاء. طوّرت الرئيسيات التي تمشي على قدمين استخدام اليدين إلى حد ما، مما جعلهم قادرين على التقاط العصي، العظام، والأحجار واستخدامهم كأسلحة أو أدوات لمهمات كقتل حيوانات أصغر أو تقشير البندق أو تقطيع الجيفة.
منذ حوالي 5 ملايين سنة بدأ مخ أشباه البشر يتطور سريعا في كل من الحجم واختلاف الوظائف.
هناك زيادة تدريجية في حجم المخ كلما تقدمنا في الخط الزمني لتطور الإنسان والتي تبدأ من حوالي 600 سم3 في الإنسان الماهر حتى 1500سم3 في إنسان نياندرتال. هناك ارتباط بين حجم المخ والذكاء بشكل عام.
ظهر الإنسان الماهر في شرق أفريقيا منذ 2.4 مليون سنة وهو أول أنواع الإنسان المعروفة وأول من استخدم الأدوات الحجرية.
منح استخدام الأدوات ميزة تطورية حاسمة وتطلب مخ أكبر وأكثر تعقيدا لتناسب حركات اليد الدقيقة التي تحتاجها هذه المهمة. خلق تطور حجم المخ مشكلة للإنسان المبكر. تطلب المخ الأكبر جمجمة أكبر وبالتالي تطلب أن يكون لدى الإناث قناة ولادة أوسع ليمر المولود الجديد برأسه الكبيرة من خلالها. الاتساع الكبير كان سوف يجعل الحوض عريض جدا مما يُفقد القدرة على الجري (وهو ما كان مهارة مهمة في عالم مليء بالمخاطر منذ مليوني سنة).
وكان حل هذه المشكلة هو ان تتم الولادة في مرحلة مبكرة من تطور الجنين قبل أن يتضخم حجم الرأس حتى يتمكن من المرور خلال قناة الولادة. مكن هذا التكيف العقل البشري من أن يكبر حجمه لكنه فرض نظام جديد. أدت رعاية الرضع إلى فترات طويلة اجبرت الإنسان على ان يكون اقل تنقلا. زادت فترة بقاء المجموعات في مكان واحد لفترات طويلة حتى تتمكن الإناث من أن ترعى رضيعها بينما يصطاد الذكور الطعام ويتقاتل مع مجموعات أخرى في منافسة على مصادر الطعام. ونتيجة لذلك أصبح الإنسان أكثر اعتمادا على صنع الأدوات في تصارعه مع الحيوانات الأخرى والبشر الاخرين، واقل اعتمادا على حجم الجسم والقوة.
استعمر إنسان نياندرتال الشرق الأوسطوأوروبا منذ حوالي 200.000 سنة بعدها انقرض متبعا بظهور الإنسان الحديث في المنظقة قبل 40.000 سنة.
ظهر الإنسان العاقل لأول مرة في شرق أفريقيا قبل حوالي 200.000. من غير الواضح إلى أي مرحلة وصل إليها هذا الإنسان المبكر في تطوير اللغة والموسيقى والدين الخ. انتشروا خلال أفريقيا كلها في ال50.000 سنة التي تلتها.
وفقا لمؤيدي نظرية كارثة توبا شهدت مناطق الكوكب غير الاستوائية تجمد مفاجئ منذ 70.000 سنة بسبب انفجار ضخم لبركان توبا الذي ملأ الغلاف الجوي بغبار بركاني لعدة سنوات مما خفض تعداد البشر إلى 10.000 زوج في أفريقيا الاستوائية ومن هناك جاء نسل الإنسان الحديث. ولأن الإنسان لم يكن مهيء للتعرض لتغير مناخي مفاجئ؛ فكان الناجون هم الذين يتمتعون بذكاء كاف لاختراع ادوات جديدة وطرق لحفظ الدفئ وايجاد مصادر جديدة للطعام (كالتكيف على الصيد من المحيط بالاعتماد على مهارات الصيد السابقة من البحيرات التي تجمدت).
قبل حوالي 80-100.000 سنة تشعب نسل الإنسان العاقل إلى ثلاثة أنسال:
حاملي هابلوغروب الميتوكوندريال L1 (mtDNA) / A (Y-DNA) والذين استعمروا جنوب أفريقيا (أجداد عرق الخويزان/كابويد)
حدثت الطفرة الكبرى والتي ادت إلى الحداثة السلوكية الكاملة بعد هذا التشعب. الزيادة السريعة في التعقيد في صناعة الأدوات وفي السلوك ظهرت منذ حوالي 80.000 سنة وبعدها بدأت الهجرة من أفريقيا في نهاية العصر الحجري القديم الوسيط منذ حوالي 60.000. ظهرت الحداثة السلوكية الكاملة مثل الرسم، الموسيقى، التزين، التجارة، التأبين، إلخ منذ 30.000 سنة. أقدم أمثلة على فن ما قبل التاريخ التي تعود إلى هذه الحقبة والحقبة الأورغنية والغرافيتية في أوروبا-ما قبل التاريخ، مثل التماثيل الفيونسية والرسم على جدران الكهوف (كهف شوفيه) وأفدم آلات موسيقية (الأنبوب العظمي الذي اكتشف في كهف غيسينكلوستيرل بألمانيا والذي يقدر عمره ب 36.000 سنة).[4]
نظريات
فرضية العقل الاجتماعي
وقد طرحها روبن دونبار ويفترض فيها ان ذكاء الإنسان لم يتطور بالأساس كوسيلة لحل مشاكل بيئية لكن كوسيلة للنجاة والتكاثر في مجموعات اجتماعية كبيرة ومعقدة. بعض من السلوكيات المرتبطة بالعيش في مجموعات كبيرة تضمنت الإيثار المتبادل والخداع وتكوين التحالفات. ديناميكيات الجماعة تلك مرتبطة بنظرية العقل أو القدرة على فهم أفكار وتعبيرات الآخرين. بالرغم من ذلك يعترف دونبار في نفس الكتاب ان المجموعات في حد ذاتها لا تتسبب في تطور الذكاء (كما في الحيوان المجتر.[5])
يقول دونبار انه عند اتساع المجموعات الاجتماعية يزداد معه عدد العلاقات المختلفة في المجموعة. تعيش الشمبانزيات في مجموعات تتكون من 50 فرد بينما يكون البشر في دوائر اجتماعية تتكون من 150 فرد فيما يعرف الآن بعدد دونبار. وفقا فرضية العقل الاجتماعي؛ فإنه عندما بدأت القردة العليا العيش في مجموعات كبيرة أصبح هناك تفضيل للأكثر ذكاء في الانتخاب الطبيعي. استشهد دونبار بالعلاقة بين حجم القشرة المخية الجديدة وحجم الجماعة لثدييات مختلفة كدليل.[5] لكن السرقاط لديه علاقات اجتماعية أكثر بكثير في حين ان مخهم صغير الحجم.[6] هناك فرضية أخرى ان الذكاء هو ما يجعل العلافات الاجتماعية أكثر تعقيدا، لأن الافراد الاذكياء أكثر صعوبة في تعلم التعامل معهم.[7]
هناك دراسات أيضا تظهر ان حتى عدد دونبار ليس الحد الأقصى لعدد العلاقات الاجتماعية للإنسان.[8]
نقد الفرضية
تُظهر الدراسات التطورية لأحجام الدماغ عند الرئيسات أن بإمكان النظام الغذائي التنبؤ بحجم الدماغ، لكن السلوك الاجتماعي غير قادرٍ على إعطاء هذه الفكرة، خاصة عندما يُجرى تصحيحٌ للحالات التي يؤثر فيها النظام الغذائي على حجم الدماغ والسلوك الاجتماعي معاً. هناك بعض الاستثناءات التي تتعلق بالتنبؤات المأخوذة من فرضية العقل الاجتماعي –فلا تملك الفرضية نموذجاً تنبؤياً، وهذه التنبؤات الاستثنائية ناجحة لأنها استخلصت من النظام الغذائي، فقد يكون النظام مغذياً لكنه نادرٌ، أو قد يكون وفيراً لكنه فقيرٌ بالعناصر الغذائية.[9]
هناك فرضية تدعي أن قدرة الدماغ هي التي تفرض الحد الأقصى لعدد العلاقات الاجتماعية، لكن هذه الفرضية تتعارض مع المحاكاة الحاسوبية والتي تُظهر أن ردود الفعل البسيطة وغير الذكية كافية لمحاكاة “سياسة القردة”.[10] كما تملك بعض الحشرات الاجتماعية، مثل زنبور الورق، تسلسلاً هرمياً لكل فردٍ مكانةٌ فيه (على عكس القطيع الذي لا يملك بنية اجتماعية). وتحافظ هذه الحشرات على التسلسل الهرمي في مجموعات تتكون من نحو 80 فرداً، بالرغم من كون أدمغتها أصغر بكثير من تلك الموجودة لدى الثدييات.[11][12]
وقد طرحها جيفري ميلر والتي تقول ان تطور ذكاء الإنسان لم يحدث بالضرورة بسبب الاحتياج لإصطياد الطعام للنجاة. ويقول ان مظاهر الذكاء كاللغة والموسيقى والفن لم تتطور بسبب قيمتها المنفعية لنجاة القردة العليا الأولين ولكن بالأحرى كان الذكاء مؤشرا للياقة. ربما قد تم اصطفاء القردة العليا لذكاء أكبر كدليل على جينات صحية، والنتيجة الايجابية للاصطفاء الجنسي ادت إلى حدوث تطور في ذكاء الإنسان في فترة قصيرة نسبيا.[13]
يجب أن تفسر نظرية الاصطفاء الجنسي سبب ذكاء كلا من الجنسين، وأن الذكور فقط هم من لديهم سلوك الاستعراض.[14] كما اعتبر أنه يمكن لنظرية الاصطفاء الجنسي ان تعمل على الذكور والإناث في الأنواع التي على الأقل أحادية الزواج جزئيا.[15] في حالة الزواج الأحادي الكلي يكون هناك تزاوج متلائقللخلات الجنسية المصطفاة. هذا يعني أن الأفراج الأقل جاذبية سيتزاوجون من الأفراد الأقل جاذبية الأخرى. لو كانت الخلات الجذابة لها لياقة جيدة، فهذا يعني ان الاصطفاء الجنسي يزيد العبئ الجيني لنسل الأفراد غير الجذابين. بدون الاصطفاء الجنسي يمكن لفرد غير جذاب أن يجد زوج متفوق مع قليل من الطفرات الضارة وينجبا أطفالا أصحاء الذين سوف ينجوا على الأرجح. أما في الاصطفاء الجنسي يكون الفرد قادرا فقط على التزاوج من فرد أدنى الذي على الأرجح سوف يمرر طفرات ضارة كثيرة لنسلهما المشترك الذين لديهم فرصة أقل على النجاة.[13]
أيضا اعتبر الاصطفاء الجنسي كتفسير مرجح لخلات أخرى لإناث البشر بالتحديد، كمثال فإن الأثداء والمؤخرات أكبر بكثير في نسبة حجم الجسم الكلي من مثيلاتها من الأنواع القريبة.[13] غالبا ما يفترض أنه إذا كان الأثداء والمؤخرات ذات الأحجام الكبيرة كانت ضرورية من أجل وظائف كإرضاع الصغار، فإنه كان يجب أن توجد في أنواع أخرى. نمو عقول البشر بحاجة إلى تغذية أكبر من عقول الأنواع الأخرى. كما أن ذكر الإنسان يجد أثداء أنثى الإنسان جذابة وفقا للاصطفاء الجنسي.
الاصطفاء الجنسي في الذكاء والقدرة على التحكيم يمكن أن يعمل على مؤشرات النجاح مثل مظاهر الثراء الواضحة (الماشية، والمزارع، والخدم، إلخ..). من الممكن أنه لكي تحكم الإناث على ذكاء الذكور فلابد أن تكون الإناث نفسها ذكية. هذا يمكن أن يفسر سبب أنه بالرغم من غياب الاختلافات الواضحة في الذكاء بين الإناث والذكور إلا أن هناك اختلافات واضحة بين نزعات الذكور والإناث لعرض ذكاءهم في صور متباهية.[13]
انخفاض النزعة العدوانية
هناك نظرية أخرى تحاول تفسير نمو وتطور الذكاء البشري، وهي نظرية العدوان المخفضة (وتعرف أيضاً باسم نظرية ترويض الذات). وفقاً لطريقة التفكير هذه، فانخفاض النزعة العدوانية هو السبب في تطور الذكاء المتقدم عند الإنسان العاقل. ويفصلنا هذا التغيير عن الأنواع الأخرى من القرود والرئيسيات، حيث نستطيع ملاحظة سلوكها العدواني بوضوح. كما أدى هذا الانخفاض في النهاية إلى تطوير سمات الإنسان الجوهرية كالتعاطف والإدراك الاجتماعي والثقافة.[16][17]
حصلت هذه النظرية على دعمٍ قوي قدمته الدراسات المتعلقة بتدجين الحيوانات: حيث أدى التكاثر الانتقائي بهدف الترويض –في بضعة أجيال فقط –إلى ظهور قدرات “إنسانية” مثيرة للإعجاب. فعلى سبيل المثال، تُظهر الثعالب المروّضة أشكالاً متطورة من التواصل الاجتماعي (تتبّع إيماءات الإشارة) والسمات الفيزيائية الشكلية (كالوجه الطفولي والأذنين المرنتين)، وحتى الأشكال البدائية لنظرية العقل (البحث عن العين وتتبع النظر).[18][19] تأتي الأدلة أيضاً من مجال علم الأخلاقيات، فوجد أن الحيوانات ذات الأسلوب اللطيف والمريح في التفاعل مع بعضها البعض –كقرد المكاك البربري والأورانجوتان والبونوبو –تتمتع بقدرات اجتماعية ومعرفية أكثر تقدماً من تلك الموجودة لدى الشمبانزي أو البابون، وهي حيوانات تتميز بعدوانية أكبر. لذا من المفترض أن هذه القدرات المتقدمة ناتجة عن اختيار الحيوانات تخفيض نزعتها العدوانية.[17][20][21][22]
وعلى المستوى الميكانيكي، يُعتقد أن هذه التغييرات ناتجة عن التثبيط الممنهج للجهاز العصبي الودي (المسؤول عن ردود أفعال كالقتال، أو منعكسات كالطيران). لذا تُظهر الثعالب المروضة تقلصاً في حجم الغدة الكظرية، وانخفاضاً بنحو خمسة أضعاف في مستويات الكورتيزول القاعدية أو الناتجة عن التوتر على حد سواء. كما أظهرت الفئران المستأنسة والخنازير الغينية تقلصاً في حجم الغدة الكظرية وانخفاضاً في مستويات الكورتيكوستيرون في الدم.[23][24]
يبدو وكأن استدامة المرحلة الطفولية عند الحيوانات المدجنة أو المستأنسة تثبط بشكل كبير نضج الغدة النخامية والكظرية والمهاد (أما في الحالة الطييعية، فتبقى هذه الغدد غير ناضجة لفترة قصيرة فقط، أي عندما تكون الحيوانات في مرحلة مبكرة من عمرها كالجراء والهرر الصغيرة). يفتح ذلك “نافذة اجتماعية أكبر” تساعد الحيوانات على تعلم التفاعل مع أصحابها والقائمين على رعايتها بطريقة مريحة.
يصاحب تثبيط فعالية الجهاز العصبي الودي زيادةً تعويضية في عددٍ من الأجهزة والأنظمة مقابلة. إن هذه الزيادة التعويضية غير محددة تماماً، لكن اقترح أنها تحدث في عددٍ من هذه “الأعضاء” كالجهاز نظير الودي بالمجمل، والباحة الحاجزية فوق اللوزة ونظام الأوكسيتوسين والأفيونيات باطنية المنشأ ومختلف أشكال الحركات الساكنة التي تتعارض مع منعكسات وأفعال لا إرداية كالقتال أو الطيران.[25][26]
نظرية التبادل الاجتماعي
تشير دراسات أخرى إلى أن التبادل الاجتماعي بين الأفراد هو تكيفٌ حيوي للعقل البشري، ونستطيع القول أن العقل البشري مزود بنظام معرفي عصبي متخصص في التفكير المنطقي بالتغيير الاجتماعي. فالتبادل الاجتماعي هو التكيف الحيوي الذي تطور في الأنواع الاجتماعية، وأصبح متخصصاً بشكل استثنائي لدى البشر. يتطور هذا التكيف عن طريق الانتقاء الطبيعي عندما يكون الطرفان قادرين على جعل أنفسهم أفضل حالاً من ذي قبل من خلال تبادل أشياء ذات قيمة كبيرة لدى الطرف الأول لكنها أقل قيمة لدى الطرف الآخر. ومع ذلك، سيضغط الانتقاء على التبادل الاجتماعي عندما يتلقى الطرفان منافع متبادلة لكل منهما. فإذا قام أحد الأطراف بخداع الطرف الآخر من خلال تلقي منفعة بينما تعرض الطرف الآخر للأذى، سيتوقف بالتالي الاختيار. فوجود المخادعين –أي أولئك الذين يفشلون في تحقيق فوائد عادلة –يهدد تطور التبادل.
باستخدام نظرية اللعبة التطورية، ثُبت أن عمليات التكيف من أجل التبادل الاجتماعي يمكن تمييزها وصيانتها بشكل ثابت عن طريق الانتقاء الطبيعي، فقط إن كانت تشمل مزايا قادرة على كشف المخادعين وتوجيه التبادلات المستقبلية إلى الأطراف العادلة والابتعاد عن الأطراف المخادعة. وبالتالي سيستخدم البشر العقود الاجتماعية لوضع المنافع والخسائر التي سيتلقاها كل طرف (فعلى سبيل المثال، إذا قبلت المنفعة “أ” مني، فعليك تلبية مطلبي “ب”).
طور البشر نظاماً متقدماً للكشف عن الخداع ومزوداً باستراتيجيات خاصة لحل الإشكالات، حيث تطورت هذه الاستراتيجيات نتيجة التعرف على الميزات المختلفة للمشكلات المتكررة. فاكتشاف الخداع في العقد الاجتماعي ليس كافٍ، بل على البشر معرفة إن تم انتهاك العقد عن قصد أم لا. لذا يكون هذا النظام متخصصاً بالكشف عن انتهاكات العقود التي تنطوي على الخداع المتعمد.[27]
إن إحدى مشكلات الفرضية القائلة بأن العقوبة المحددة للخداع المتعمد قد تتداخل مع الذكاء، هي حقيقة أن العقوبة الانتقائية للأفراد ذوي الخصائص المعينة تُنتقى على أساس الخصائص المذكورة. فعلى سبيل المثال، إذا عُوقب الأفراد القادرون على تذكر ما وافقوا عليه عندما خرقوا اتفاقية ما، فسيكون اختيار التطور في هذه الحالة ضد القدرة على تذكر ما وافق عليه الشخص.[28][29][30]
الذكاء كعلامة مقاومة للأمراض
تشير دراسة أجريت عام 2008 إلى اختيار الذكاء البشري ضمن سياق الانتقاء الجنسي، كإشارة واضحة عن المقاومة الوراثية للطفيليات ومسببات الأمراض [40]. هناك ملايين الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي شديد بسبب عدوى فيروسية في مرحلة الطفولة، مثل التهاب السحايا، أو بسبب طلائعيات كالمتصورة أو المقوسة الغوندية (التوكسوبلازما)، أو بسبب الطفيليات الحيوانية مثل الديدان المعوية والبلهارسيا.[31] وهناك المزيد من الأشخاص الذين يعانون من أضرار عقلية معتدلة، كعدم القدرة على إكمال المهام الصعبة، والتي لا تصنف ضمن “الأمراض” وفقاً للمعايير الطبية. إن المريض يُعتبر شريكاً غير كفءٍ وأدنى درجة عندما يتعلق الأمر بالانتقاء.
لذا تشارك الأمراض والإصابات الفيروسية الخطيرة والمنتشرة على نطاق واسع بشكل كبير في الانتقاء الطبيعي للقدرات الإدراكية. قد يعاني الأشخاص المصابون بالطفيليات بتلف في الدماغ وسلوك غير قادر على التكيف بشكل طبيعي، بالإضافة إلى عدة علامات مرضية واضحة. يمكن للناس الأكثر ذكاءً أن يتعلموا بمهارة التمييز بين المياه والغذاء الآمنين وغير الملوثين والأنواع الأخرى غير الآمنة، وتعلم كيفية التمييز بين المناطق التي ينتشر فيها البعوض وبين المناطق الآمنة. ويمكن للأشخاص الأكثر ذكاءً العثور على مصادر أغذية وبيئات معيشة آمنة وتطويرها بمهارة أكبر. إن أخذنا ذلك بعين الاعتبار، فإن تفضيل الشركاء الأكثر ذكاءً عند إنجاب الأطفال أو تربيهم يزيد من احتمال مقاومة أحفادهم للأمراض، وربما سيرثون أفضل الأليلات. لا يتعلق الأمر بمقاومة الجهاز المناعي للأمراض فقط، بل سيكون الأطفال أكثر ذكاءً وقدرة على تعلم المهارات التي ستقيهم من الأمراض أو تدفعهم لاختيار الأطعمة المغذية. عندما يبحث الناس عن شركاء بناءً على نجاحهم أو ثروتهم أو سمعتهم أو مظهر الجسم الخالي من الأمراض أو السمات النفسية مثل الإحسان أو الثقة، فالاختيار هنا هو الذكاء المتفوق والقادر على مقاومة الأمراض.
^McCarty, C., Killworth, P.D., Bernard, H.R., Johnsen, E. and Shelley, G. "Comparing Two Methods for Estimating Network Size," Human Organization 60:28–39. (2000).
Bernard, H. Russell, Gene Ann Shelley and Peter Killworth. 1987. "How Much of a Network does the GSS and RSW Dredge Up?" Social Networks 9: 49–63. H. Russell Bernard. "Honoring Peter Killworth's contribution to social network theory." Paper presented to the University of Southampton, 28 September 2006.
^Eccles, John C. (1989). Evolution of the Brain: Creation of the Self. Foreword by Carl Popper. London: Routledge (ردمك 9780415032247).
^ ابde Waal, Frans B. M. (1989). Peacemaking among primates. Cambridge, MA: Harvard University Press.(ردمك 9780674659216).
^Belyaev, D. K. 1984. "Foxes" pp. 211-214. In Mason I. L. ed., Evolution of Domesticated Animals. Prentice Hall Press.(ردمك 0582460468).
^Trut، L. N؛ Plyusnina، I؛ Oskina، I. N (2004). "An experiment on fox domestication and debattable issues of evolution of the dog". Russian Journal of Genetics. ج. 40 ع. 6: 644–655. DOI:10.1023/B:RUGE.0000033312.92773.c1.
^Brothers، L؛ Ring، B؛ Kling، A (1990). "Response of neurons in the macaque amygdala to complex social stimuli". Behavioural Brain Research. ج. 41 ع. 3: 199–213. DOI:10.1016/0166-4328(90)90108-Q. PMID:2288672.
^Brothers، L؛ Ring، B (1993). "Mesial temporal neurons in the macaque monkey with responses selective for aspects of social stimuli". Behavioural Brain Research. ج. 57 ع. 1: 53–61. DOI:10.1016/0166-4328(93)90061-T. PMID:8292255.
^Hare، B؛ Wobber، V؛ Wrangham، R (2012). "The self-domestication hypothesis: evolution of bonobo psychology is due to selection against aggression". Animal Behaviour. ج. 83 ع. 3: 573–585. DOI:10.1016/j.anbehav.2011.12.007.
^Osadschuk, L. V. 1997. "Effects of domestication on the adrenal cortisol production of silver foxes during embryonic development ". In In L. N. Trut and L. V. Osadschuk eds., Evolutionary-Genetic and Genetic-Physiological Aspects of Fur Animal Domestication. Oslo: Scientifur.ISSN0105-2403.
^Künzl، C؛ Sachser، N (1999). "The behavioral endocrinology of domestication: a comparison between the domestic guinea pig (Cavia aperea f. porcellous) and its wild ancestor, the cavy (Cavia aperea)". Hormones and Behavior. ج. 35 ع. 1: 28–37. DOI:10.1006/hbeh.1998.1493. PMID:10049600.
^Albert، F. W؛ Shchepina، O؛ Winter، C؛ Römpler، H؛ Teupser، D؛ Palme، R؛ Ceglarek، U؛ Kratzsch، J؛ Sohr، R؛ Trut، L. N؛ Thiery، J؛ Morgenstern، R؛ Plyusnina، I. Z؛ Schöneberg، T؛ Pääbo، S (2008). "Phenotypic differences in behavior, physiology and neurochemistry between rats selected for tameness and for defensive aggression towards humans". Hormones and Behavior. ج. 53 ع. 3: 413–421. DOI:10.1016/j.yhbeh.2007.11.010. PMID:18177873.
1999 studio album by Man or Astroman?EEVIAC Operational Index and Reference Guide, Including Other Modern Computational DevicesStudio album by Man or Astroman?Released1999GenreSurf rock, punk rock, electronic, experimentalLabelTouch and Go Records/Epitaph Records(European Release)Man or Astroman? chronology Ex Machina(1998) EEVIAC Operational Index and Reference Guide, Including Other Modern Computational Devices(1999) A Spectrum of Infinite Scale(2000) Professional ratingsReview scoresS…
Lam RèhLamri800–1503Ibu kotaLamrehAgama Hindu, Islam (abad ke-14/15)[1]Sejarah • Didirikan 800• Kemunculan Aceh 1503 Digantikan oleh Aceh Sunting kotak info • Lihat • BicaraBantuan penggunaan templat ini Lamri adalah nama sebuah kerajaan yang terletak di daerah kabupaten Aceh Besar dengan pusatnya di Lam Reh, kecamatan Mesjid Raya. Kerajaan ini adalah kerajaan yang lebih dahulu muncul sebelum berdirinya Aceh Darussalam. Sumber asing menyebut nama keraj…
Lambang Abad Pertengahan Lithuania yang diadopsi oleh para keluarga berpengaruh Kebangsawanan Lithuania dulunya adalah kelas yang memiliki hak hukum di Keharyapatihan Lithuania yang terdiri dari orang-orang Lithuania, dari kawasan-kawasan sejarah Lithuania Sebenarnya dan Samogitia, dan, ekspansi timur Lithuania, beberapa keluarga bangsawan (boyar) Ruthenia.[1] Keluarga-keluarga tersebut biasanya diberi hak untuk tugas militer mereka di Keharyapatihan. Persemakmuran Polandia-Lithuania mem…
Untuk kapal lain dengan nama serupa, lihat HMS Glatton. Kapten Henry Trollope dengan Kapten Marinir Henry Ludlow Strangeways yang terluka berat di dek HMS Glatton HMS Glatton adalah kapal kelas empat 56 meriam dari Angkatan Laut Kerajaan Britania. Kapal tersebut diluncurkan dengan nama Glatton pada 29 November 1792 oleh Wells & Co. of Blackwell. Referensi Brenton, Edward Pelham (1837) The naval history of Great Britain, from the year MDCCLXXXIII to MDCCCXXXVI. (London: Henry Colburn), vol. 2…
Bernardo DoviziBiografiKelahiran4 Agustus 1470 Bibbiena (en) Kematian9 November 1520 (50 tahun)Roma Administrator Apostolik Diocese of Coria (en)4 November 1517 – Cardinal-deacon (en) Santa Maria in Portico Octaviae (en)23 September 1513 (Kalender Masehi Gregorius) – Data pribadiAgamaGereja Katolik Roma KegiatanPekerjaanPenulis drama, imam Katolik, penulis, diplomat, penyair dan Uskup di Gereja Katolik Potret Kardinal Bibbiena oleh Raphael Bernardo…
Cody Hodgson Hodgson avec les Canucks de Vancouver Données clés Nationalité Canada Naissance 18 février 1990, Toronto (Canada) Joueur retraité Position Centre Tirait de la droite A joué pour LNHCanucks de VancouverSabres de BuffaloPredators de NashvilleLAHMoose du ManitobaAmericans de RochesterAdmirals de Milwaukee Repêc. LNH 10e choix au total, 2008Canucks de Vancouver Carrière pro. 2010-2016 modifier Cody Hodgson (né le 18 février 1990 à Toronto dans la province de l'Ontario) e…
ساحة فلسطينالتسميةالاسم نسبة إلى دولة فلسطين معلومات عامةالتقسيم الإداري تونس العاصمة البلد تونس الإحداثيات 36°48′54″N 10°10′47″E / 36.815093°N 10.179712°E / 36.815093; 10.179712 تعديل - تعديل مصدري - تعديل ويكي بيانات ساحة فلسطين ساحة فلسطين هي إحدى ساحات مدينة تونس وتحتل موقعا وس…
artikel ini perlu dirapikan agar memenuhi standar Wikipedia. Tidak ada alasan yang diberikan. Silakan kembangkan artikel ini semampu Anda. Merapikan artikel dapat dilakukan dengan wikifikasi atau membagi artikel ke paragraf-paragraf. Jika sudah dirapikan, silakan hapus templat ini. (Pelajari cara dan kapan saatnya untuk menghapus pesan templat ini) Salah satu seni bela diri bertongkat bernama Eskrima yang berasal dari Filipina Seni bela diri bertongkat atau yang dikenal sebagai stick fighting ad…
2009 European Parliament election in the Czech Republic ← 2004 5–6 June 2009 2014 → 22 seats in the European ParliamentTurnout28.22% First party Second party Leader Jan Zahradil Jiří Havel Party ODS ČSSD Alliance AECR PES Seats won 9 7 Seat change 5 Popular vote 741,946 528,132 Percentage 31.45% 22.39% Swing 1.40pp 13.61pp Third party Fourth party Leader Miloslav Ransdorf Zuzana Roithová Party KSČM KDU-ČSL Alliance GUE/NGL …
Disambiguazione – Se stai cercando l'omonimo ginnasta norvegese, vedi Bjarne Johnsen (ginnasta). Questa voce sull'argomento calciatori norvegesi è solo un abbozzo. Contribuisci a migliorarla secondo le convenzioni di Wikipedia. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Bjarne Johnsen Nazionalità Norvegia Calcio Ruolo Attaccante CarrieraSquadre di club1 19??-19?? Brann? (?)Nazionale 1923 Norvegia5 (3) 1 I due numeri indicano le presenze e le reti segnate, per le sole p…
Village in Yazd, Iran Village in IranChak Chak Ardakan چکچک اردکانvillageChak Chak ArdakanCoordinates: 32°20′53.14″N 54°24′31.04″E / 32.3480944°N 54.4086222°E / 32.3480944; 54.4086222Country IranCountyArdakanBakhshKharanaqRural DistrictRabatatTime zoneUTC+3:30 (IRST) • Summer (DST)UTC+4:30 (IRDT) Chak Chak (Persian: چکچک – Drip-Drip, also Romanized as Chek Chek; also known as Chāhak-e Ardakān and Pir-e Sabz (Persian…
Kahar Per adalah salah satu jenis kendaraan sewaan bertenaga kuda yang pernah dijumpai di Pulau Jawa pada sekitar abad ke-18 hingga awal abad ke-19. Pada masanya, Kahar Per banyak dijumpai di Batavia dan sekitarnya. Eksistensi Kahar Per sebagai moda transportasi masyarakat kemudian digantikan dengan Delman, Keretek, Sado, Ebro, Andong dan sebagainya. Kahar per di Batavia sekitar tahun 1860-1870 Etimologi Kata kahar berasal dari kata Bahasa Belanda Kar yang berarti gerobak barang beroda dua. Pena…
This is intended to be a complete list of New York State Historic Markers in Nassau County, New York.[1] Listings county-wide Town of Hempstead Marker name[1] Image Date designated Location City or Town Marker text 1 CHERRYWOOD WANTAGH AVE., NO. OF JERUSALEM AVE. Wantagh HOME OF CAPT. JOHN SEAMAN BUILT NEAR THIS SITE 1644. PATENTEE TO 300 ACRE TRACT OF HEMPSTEAD PURCHASE 2 1666 JACKSON—JONES 1935 MERRICK RD. E. OF RIVERSIDE DR. Wantagh HOME OF COL. JOHN JACKSON BRIG. GEN. JACOB…
Family of two Andamanese languages Not to be confused with Onhan language. OnganSouth AndamaneseGeographicdistributionAndaman IslandsLinguistic classificationOne of the world's primary language familiesEarly formProto-Ongan Subdivisions Önge Jarawa Jangil ? Sentinelese ? Glottologjara1244Distribution of the Ongan languages prior to 1850 (Fig. 1) and in 2005 (Fig. 2) Ongan, also called Angan,[1] South Andamanese or Jarawa–Onge, is a phylum which comprises two attested Andaman…
Pour les articles homonymes, voir Lobaye. Cet article est une ébauche concernant la république démocratique du Congo. Vous pouvez partager vos connaissances en l’améliorant (comment ?) selon les recommandations des projets correspondants. Lobaye Caractéristiques Bassin collecteur Congo Cours Confluence Lomami · Coordonnées 0° 29′ 59″ N, 24° 10′ 38″ E Géographie Pays traversés République démocratique du Congo modifier La Lobaye (auss…
The Protestation of 1641 was an attempt to avert the English Civil War. Parliament passed a bill on 3 May 1641 requiring those over the age of 18 to sign the Protestation, an oath of allegiance to King Charles I and the Church of England, as a way to reduce the tensions across the realm. Signing them was a necessity in order to hold public office. Those that were not willing to sign it were also listed under it as refusing to pledge its oath. An example of a list of signatures from the 1641 Prot…
جزء من سلسلة مقالات حولالمطبخ العربي حسب البلد الجزيرة العربية البحرين الإمارات الكويت سلطنة عمان قطر السعودية اليمن المغرب الكبير الجزائر ليبيا موريتانيا المغرب تونس الشام العراق الأردن لبنان فلسطين سوريا نهر النيل مصر السودان القرن الأفريقي جيبوتي الصومال المحيط الهند…
Artikel ini bukan mengenai R.A. Kartini (film). KartiniSutradaraHanung BramantyoProduserRobert RonnySkenarioHanung BramantyoBagus BramantiCeritaHanung BramantyoRobert RonnyPemeranDian SastrowardoyoDeddy SutomoChristine HakimAcha SeptriasaAyushitaReza RahadianAdinia WirastiPenata musikAndi Rianto Charlie MelialaSinematograferFaozan RizalPenyuntingWawan I. WibowoPerusahaanproduksiLegacy PicturesScreenplay FilmsTanggal rilis19 April 2017Durasi122 menitNegaraIndonesiaBahasaBahasa IndonesiaBaha…
Archipelagic region off the southern coast of New England in the United StatesFor the historical Frisian term, see Uthlande. 40°48′N 73°18′W / 40.8°N 73.3°W / 40.8; -73.3 The Outer Lands coloured in green. The Outer Lands is the prominent terminal moraine archipelagic region off the southern coast of New England in the United States. This eight-county region of Massachusetts, Rhode Island, and New York comprises the peninsula of Cape Cod and the islands of Nantuck…