خُلفاء أو حُكام الخِلافَة العبَّاسِيَّة هُم مجموعةٌ من الخُلفاء العرب المُسلمين الذين يعود أصلُهم إلى العبَّاس بن عبد المطلب الهاشِميُّ القُرشيّ، وهو أحد أعمام النبيُّ مُحَمَّد والثَّاني مِمن أسلموا، قاد الخُلفاء العبَّاسِيين الدولة الإسلامية المُمتدة على رُقعة واسعة من حدود الصِّين شرقًا حتى المَغرب غربًا، وذلك من العاصمة الأساسية بَغْدَاد غالبًا منذ 132 هـ / 750 م حتى 656 هـ / 1258 م.
اعتمد العبَّاسِيين في تأسيس دولتهم على حشد الفُرسوالخُراسانيين الناقمين على الدَّولة الأُمويَّة، وذلك لاستبعادهم من مناصب الدولة والمراكز الهامة، واستمرار فرض الجزية على من أسلموا، كذلك تم استمالة الشيعة للمساعدة على زعزعة كيان البِلاد على غرار مقتل الحُسين، وكان الهدف الأساسي، هو إسقاط الدَّولة الأمويَّة بسبب استئثارهم بالخِلافة وحدهم، ولأن العبَّاسِيين أكثر قُربًا من النبيُّ مُحمَّد، وأما سبب اعتمادهم على العجم، فهو لصعوبة إقناع العرب في الثَّورة على بني أُميَّة.
أسس العبَّاسِيين خِلافتهم من الكوفة عام 132 هـ / 750 م، بعد نجاح ثورتهُم الكبيرة فانتقلت عاصمة الحُكم الإسلامي من دمشق إلى الكوفة، ثم الأنبار قبل أن يقوم ثاني خُلفائها أبُو جَعْفَر المَنْصُور بتشييد مدينة بَغْدَاد أو مدينةُ السَّلام لتكون عاصمة لهم منذ 146 هـ / 764 م، والتي ازدهرت طيلة ثلاثة قُرون، فأصبحت أكبر مدن العالم، وأجملها، وحاضرة العُلوم والفُنون، إلا أن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية ككل، وقد تنوّعت الأسباب التي أدّت لتفكُّك الخِلافة العبَّاسِيَّة، حيث سيطر على الحُكم البُويهيُّون الفُرس لمدة مائة وعشرةُ أعوام، حتى جاء السَّلاجقة التُّرك وأزالوهم بطلبٍ من الخليفة آنذاك، ومع أنها شهدت انتعاشًا بسيطًا، إلا أن السَّلاجقة بدأو يُضيِّقُون على الخُلفاء، ويتنازعون فيما بينهم، ما جعل الخليفة المُقْتَفي لأمر الله يستغل الفرصة لإعادة الخِلافَة العبَّاسِيَّة إلى قُوتها واستقلاليُّتها بعد أن كان للسلاجقة حُضور في بَغْدَاد لما يزيد عن مائة وعامين، وبقيت الخِلافَة تستقوي شيئًا فشيئًا، إلا أن الغزو المغُوليُّ بدأ يضرب جيرانها الشَّرقيين المُسلمين والذي أنهى الدَّولة الخوارزميَّة ليُصبح للمغُول حُدودًا مع الخِلافَة العبَّاسِيَّة.
انتهت الخِلافة العبَّاسِيَّة في بَغْدَاد سنة 656 هـ / 1258 م، عندما أقدم القائد المغُوليُّ هولاكو خان على حِصار العاصمة العبَّاسِيَّة ومن ثُم نهب وحرق المدينة، وقُتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة عبدُ الله المُسْتَعْصِم بالله وبعض أبنائه، وقد انتقل من بقي على قيد الحياة من بَنو العبَّاس إلى فارِس، والجزيرة العربيَّة، والشَّام، ومِصر وذلك بعد تدمير بَغْدَاد، وعاش الناس بضعةُ سنوات دون وجود خليفة كما اعتادوا على وجوده منذ وفاة النبيُّ مُحَمَّد، فقام المماليك في مِصر باستدعاء أحد العبَّاسِيين الذين نجوا من سُقوط بغداد، لإقامة الخِلافة مجددًا في القاهِرة سنة 660 هـ / 1261 م، إلا أن منصب الخليفة قد أصبح مجرد رمز لوحدة الأمَّة الإسلاميَّة دينيًا، أما في الواقع فإن سلاطين المماليك كانوا هم الحكّام الفعليين للدولة.
استمرت الخِلافة العبَّاسِيَّة قائمة في القاهرة حتى سنة 922 هـ / 1518 م، عندما غزا الجيش العُثماني بلاد الشام، ومِصر آنذاك وأسقط الحُكم المملوكيّ، فتنازل آخر الخلفاء عن لقب الخليفة للسلطان العُثماني سليم الأول، فأصبح العثمانيون التُّرك خُلفاء المسلمين بفتوى من بعض المشايخ الذين لم يشترطوا وجود قُرشي لمنصب الخليفة، فانتقل على أساسه مركز الخِلافة من القاهرة إلى الآستانة.
ظهرتْ الألقاب في زمان الخلفاء العباسيين، خلافاً لما كان عليه الخلفاء الأمويون الذين قال فيهم الخوارزمي "ولا نعوت لهم ولا ألقاب"، كثرت التلقّبُ في عهد العباسيين، ابتداءً من الخلفاء كالسفاح والمهدي والهادي والرشيد، واقتدى بهم وزراء الدولة وغيرهم.[1][2]
يشمل هذا العصر 13 خليفة أولهم جَعْفَر المُتوكِّل وآخرهم عبدُ الله المُستكفي[17]. وهذا العصر يُعتبر بداية الضَّعف والانقسامات داخل الخِلافة العبَّاسِيَّة، وظُهور سُلالات جديدة، وشهدت خلع وقتل عددًا من الخُلفاء على يد الأتراك، ورغم أنها فترة ضعف طويلة إلا أنها استُثنت على يد الأمير طلحة المُوفَّق النَّاهض بالخِلافة ومُبعث قُوتها بعد انقسامها، وذلك من زمن المُعتمد حتى المُعتضد.
خُلفاء هذا العَصْر سِتةُ خُلفاء، وبدأ بعد أن جاء السلاجقة تحت زعامة طغرل بك إلى بغداد بناءً على طلب الخليفة لمواجهة ثورة البساسيري المُؤيد للفاطميين الشيعة في العاصمة بغداد، وقد استعادت فيه الخلافة العبَّاسِيَّة موقعها واسمها، وحكم أوائل خُلفائها بهدوء، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تدخل وإفساد السلاجقة في الحُكم، فخلعوا وقتلوا الخليفتين المُسترشد والراشد، مما جعل الخليفة المُقتفي يُعجل من إنهاء سيطرتهم على بغداد، فكان حصار السلاجقة على بغداد عام 1157 لثلاثة أشهر فاشلًا ومُنهيًا لنُفوذهم.
خلفاء هذا العصر سبعة خلفاء، أولهم المُقتفي وآخرهم المُستعصم.[35] وقد استعادت فيه الخِلافَة العبَّاسِيَّة قُوتها وسُلطتها، وبات للخليفة هيبتُه وطاعتُه، ولكنها كانت تضم المناطق من الأحواز والبَصْرَة جُنوبًا حتى نواحي المَوْصِل مع تبعيات اسميَّة للخليفة لدى الدُول والممالك الإسلامية المُجاورة، واستمر هذا العصر حتى سُقوط الخِلافَة على يد المَغُول عام 1258م.
(السلطنة المملوكية) ( 1261م - 1517م) / (659 هـ - 922 هـ)
بدأ هذا العصر عندما سمع المستنصر بالله الثاني بانتصار المماليك في معركة عين جالوت ثم توجه إلى القاهرة فأثبت نسبه ثم بايعه السلطان بيبرس بالخلافة. وانتهى عندما دخل سليم الأول 1517م مصر فاتحاً.
أ: ابن محمد الظاهر. كان في السجن عندما اقتحم التتار بغداد، ففتح السجانون أبواب السجون، وأُطلق، وتمكن من الهروب إلى عرب العراق فبقي عندهم حتى سمع بانتصار المماليك في معركة عين جالوت، ثم توجه إلى القاهرة، فأثبت نسبه، ثم بايعه السلطان بيبرس بالخلافة. لُقّب بالمستنصر على لقب أخيه منصور. قُتل في معركة مع التتار 3 محرم 660 هـ.[53]