تأثير اللغة العربية في اللغة الروسية يعتبر الغالبية العظمى من المؤرخين أن أساس وصول اللغة العربية إلى روسيا هو الفتح الإسلامي الذي وصل إلى القوقاز وما حوله قبل أن يتابع الإسلام انتشاره في تلك المناطق بطرق عدة، منذ بداية العقد الأول من الألفية الثانية بدأ الروس يُقبلون على تعلم اللغة العربية.[2]
الفتوحات الإسلامية في منطقة القوقاز وما حولها
هناك إتفاق بين معظم المهتمين بالفتح الإسلامي أن الإسلام دخل إلى روسيا في عام 639م وانتشر فيها انتشاراً بطيئاً وذلك لعدة أسباب أهمها:
عام 1256م، وكان بركة خان قد اعتنق الإسلام منذ طفولته مما أدى إلى اعتناق معظم أفراد القبيلة للإسلام ومدّ نفوذ القبيلة من تركستان إلى روسياوسيبيريا كما أنهم حكموا موسكو نفسها وقد بنوا مدينة قازان
ساهم الوالي العثماني علي فرح باشا بانتشار الإسلام بين القوقازين فقد جلب معه العلماء من الأستانة وبنى المساجد وجعل من أناباعاصمة لولايته على البحر الأسود ومركزاً رئيسياً للدين الحنيف، ومن أنابا انتشر الإسلام إلى عموم شمالي القوقاز بما في ذلك الشيشان.[3]
شغلت اللغة العربية مكاناً مهماً في الدراسات الشرقية في الإمبراطورية الروسية، وقد شكلت لائحة النظام الداخلي للجامعات الروسية التي تم إقرارُها عام 1804 ، وتم من خلالها إدخال اللغتين العربيةوالفارسية إلى الجامعات الروسية.
دعت وزارة المعارف الروسية المستشرق ديمانش في نهاية عام 1818 ليدرس في جامعة سانت بيترسبورغ، حيث درَّس ديمانش الحائز على لقب البروفيسور اللغة العربية وأدار الدروس التطبيقية في المادة الأستاذ الروسي ميرزا توتشيباتشيف، وفي عام 1822 دعت جامعة بيتر سبروغ المستشرق يوليان سينكوفسكي للتدريس في الجامعة بعد استقالة ديمانش، ليتم بعد ذلك في عام 1835 إدخال اللغة العربية رسميا إلى الجامعات الروسية.
في عام 1883 حدث تطور كبير في الاهتمامات بتدريس اللغات الشرقية حيث أنشأت وزارة الخارجية الروسية قسماً للغات الشرقية لتمتلك روسيا عند نهاية القرن التاسع عشر أربع مراكز استشراق وهم:
ولهذا فإن المستعربون الروس يرون أن تجلي الأثر الشعبي العربي في روسيا عبر القرون لم يكن لمجرد الصدفة، بالإضافة إلى أن حب الأدباء الروس للحكايات العربية زاد من إقبال الشعب الروسي على دراسة تلك اللغة، فمثلا: أشهر الكاتب نيكولاي تشيرنيشيفسكي إعجابة بـ «ألف ليلة وليلة» وقال أنهُ لم يصادف في الأدب العالمي مثلها مطلقاً.
اللغة العربية في الاتحاد السوفيتي
أدت سياسة الاتحاد السوفيتي المنغلقة إلى إبعاد الشعب الروسي عن ثقافات العالم الأخرى، فحسب روايات الأدباء العرب الذين عرفوا الاتحاد السوفيتي تلك الفترة فإن المستشرقين الروس كانوا يحلمون بالحصول على نسخة جيدة من كتاب ألف ليلة وليلة حتى عام 1955 حيث أعلنت كلية الدراسات الشرقية البدء بتبادل الكتب والمطبوعات مع دول شرقية وعربية أبرزهم العراقومصر.[5]
اللغة العربية في روسيا الاتحادية
تشهد حالياً اللغة العربية في روسيا إقبالاً كبيراً على دراستها وذلك يعود إما لحب الطلاب معرفة الثقافة العربية-الإسلامية أو لطموحهم في العمل الدبلوماسي أو نتيجة فضولهم لفهم ما يدور من أحداث في العالم العربي
تختلف نسبة الذكور عن نسبة الإناث في دراسات الأدب العربي في روسيا، فبينما نجد أعداد كبيرة للإناث في معاهد اللغات نجد أن الكفّة تميل لمصلحة الذكور عند التحدث عن دراسات الأدب العربي وذلك يعود للأوضاع المضطربة والتقاليد المحافظة في البلدان العربية، لكنّ ذلك لا يمنع كثيراً من الفتيات الروسيات من تعلم لغة الضاد رغبة منهن في العمل في مجالات الترجمة والتدريس والتجول بين أقطار العالم العربي.[6]